أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: هل تعتبر الاغذية المشتقة من المحاصيل المعدلة وراثيا آمنة ؟؟؟ السبت أغسطس 16, 2008 2:46 am | |
| هل تعتبر الاغذية المشتقة من المحاصيل المعدلة وراثيا آمنة ؟؟؟
فى عام 1994 تم انتاج أول نبات معدل وراثيا وهو نبات الطماطم ، والذى يتميز بصفة تأخر عملية النضج ، وقد تم انتاجه واستهلاكه فى احدى الدول المتقدمة. ومنذ ذلك الحين نجد أن الاغذية المشتقة من المحاصيل المعدلة وراثيا متوفرة فى الاسواق، وتعتبر غذاء آمن فى جميع أنحاء العالم. كما أن تواجد تلك الاغذية الجديدة فى وجباتنا اليومية أدى الى زيادة الاهتمام بايجاد تشريعات تتعلق بسلامة تلك الاغذية. ونظرا لان انتاج المحاصيل المعدلة وراثيا يتم باستخدام التكنولوجيا الحيوية الحديثة، فان ذلك يدعو الى مزيد من الاستفسار عما اذا كانت تلك المحاصيل آمنة كمثيلتها التى تنمو باستخدام الطرق التقليدية فى الزراعة. وهناك تساؤلا يفرض نفسه عن الفرق بين انتاج النباتات بطريقة التربية التقليدية، وانتاجها باستخدام التكنولوجيا الحيوية. والاجابة على ذلك هى أن الهدف واحد ومتشابه، وهو انتاج أصناف نباتية متميزة ذات صفات محسنة، تجعلها تنمو بشكل أفضل وذات مذاق مرغوب ، أما عن الفرق فينحصر فى كيفية تحقيق ذلك الهدف.
جمل مقتبسة عن موضوع سلامة الغذاء :
" المفوضية الاوربية – اكتوبر 2001" " European Commission, October 2001 "
أن الابحاث الخاصة بالنباتات المعدلة وراثيا والمنتجات المشتقة منها والتى تم تطويرها وتسويقها حتى الآن وماتلاها من اجراءات معتادة لتقييم المخاطر المحتملة لانتاجها، لم تظهر تلك الابحاث أية مخاطر جديدة على صحة الانسان والبيئة، بخلاف الشكوك المعتادة ، مثلها فى ذلك مثل النباتات المنتجة بطريقة التربية التقليدية. وفى الواقع، أن استخدام تكنولوجيا حديثة ودقيقة، بالاضافة الى الفحص المستمر، يؤدى الى الحصول على نباتات أكثر سلامة على الصحة، ربما أكثر من استخدام النباتات التقليدية. ونظرا لأنه لم تظهر أو تتضح حتى الآن اية مؤثرات على البيئة، لذا وجب أن نتحرى ذلك بواسطة وسائلنا الرقابية.
" الجمعية الملكية – فبراير 2002 " "The Royal Society, February 2002"
"منذ زمن بعيد ، ونحن نستهلك الحمض النووى DNA من خلال أنواع غذائية متعددة المصادر، مما يوضح أن هذا الاستهلاك لم يظهر اية أخطار على صحة الانسان ، كما أن تلك الاضافات للحمض النووى المعدل وراثيا لم تظهر اي تأثيرات ضارة ".
" المعهد الامريكى لعلماء تكنولوجيا التغذية – أكتوبر 2001 " "US Institute of food Technologists, October 2001"
ان الغذاء والمنتجات الغذائية التى تحتوى على الحمض النووى الجديد المعدل وراثيا لم تعد تمثل أى خطورة بيئية ، ولا تتسبب فى اى تأثيرات سمية غير متعمدة ، بخلاف المتواجدة فى النباتات المنتجة بطريقة التربية التقليدية .
" بحث لجمعية علوم السموم – 2002 " "Society of Toxicology Position Paper, 2002"
لايوجد سببا واضحا فى أن نفترض أن عملية انتاج الغذاء باستخدام التكنولوجيا الحيوية تؤدى الى مخاطر ذات طبيعة مختلفة عن تلك المخاطر المألوفة لعلماء السموم ، أو عن التى يمكن أن تنشأ بسبب استخدام الطريقة التقليدية فى تربية النباتات " . لقد تم اجراء اختبارات متعددة على الاغذية المشتقة من المحاصيل المعدلة وراثيا بصورة لم يسبق لهل مثيل ، وذلك قبل أن تصل الى الاسواق ، حيث تم تقييم تلك النباتات وفقا لمنهج ارشادى تم اصداره من عدة منظمات علمية دولية مثل منظمة الصحة العالمية ، منظمة الاغذية والزراعة ، ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية . االقواعد الخاصة بتلك المناهج الارشادية هى كالتالى : أن تكون المنتجات الغذائية المعدلة وراثيا يمكن التحكم فيها بنفس الطريقة المتبعة مع الاغذية الاخرى التقليدية ، وأن تكون المخاطر المحتملة لتلك الاغذية المحورة لها نفس طبيعة تلك الاغذية التقليدية . أن يتم اجراء اختبارات على تلك المنتجات المعدلة وراثيا ، كل على حده ، من حيث الامان ، التسبب فى الحساسية، السمية ، القيمة الغذائية ، فضلا عن معرفة الطرق والتقنيات المستخدمة فى انتاج تلك المنتجات. أن تخضع أى مادة مضافة الى الغذاء باستخدام التكنولوجيا الحيوية للرقابة ، وأن يتم التصديق عليها قبل وصولها الى الاسواق ، مثلها فى ذلك كالمواد المضافة لأى غذاء جديد مثل المواد الحافظة والالوان .
ماهى المشكلات المحتملة من انتاج المحاصيل المعدلة وراثيا ؟ مسببات الحساسية : تعتبر مسببات الحساسية ( بروتين يتسبب فى حدوث حساسية ) والتى تتعلق بالنباتات المعدلة وراثيا ، هى أكثر مايثير مخاوف الناس كافة ، حيث أن تلك المسببات يمكن أن تتواجد فى المنتج الغذائى بمحض الصدفة . ومما يدعو الى التفاؤل أن العلماء على علم بكل أنواع الطعام الذى يسبب الحساسية عند الكبار والاطفال . ويتضح ذلك فى أن حوالى 90% من الغذاء المسبب للحساسية يتحد مع ثمانية أغذية أو مجاميع غذائية تتمثل فى : المحار ، البيض ، السمك ، اللبن ، الفول السودانى ، فول الصويا، أحد أنواع المكسرات ، والقمح . وتعتبر تلك الاغذية الثمانية وغيرها من الاغذية المسببة للحساسية معروفة ومحددة الصفات ، ومن المستبعد تماما أن تدخل تلك الاغذية ضمن الاغذية المعدلة وراثيا . ومن ناحية أخرى يعتبر حدوث الحساسية مؤشر هام لاختبارات سلامة الغذاء المعدل وراثيا ، وذلك قبل أن يصل الى الاسواق . وتتميز مسببات الحساسية بعدة خواص منها أنها تظل مستقرة أثناء عملية الهضم ، وتتواجد بوفرة فى الغذاء المسبب للحساسية . وجدير بالذكر أن البروتين الموجود فى الاغذية المعدلة وراثيا والمتوافرة فى الاسواق ، لايحمل تلك الصفات السابق ذكرها ، كما أنه قد تم أخذه من مصادر معروف عنها عدم تسببها فى حدوث حساسية أو سمية ، ولهذا البروتين وظائف معروفة تماما ، ويتواجد بنسبة صغيرة فى الغذاء المعدل وراثيا ، كما أن نسبة تواجده تتضاءل فى المعدة ، وقد تم التأكد من سلامته فى الدراسات التى أجريت عليه . أما بالنسبة للجينات ذاتها ، فان الحمض النووى DNA والذى يحمل المعلومات الوراثية ، فهو يتواجد فى كل أنواع الغذاء سواء كانت نباتية أو حيوانية ، ولايرتبط تناوله بأى أعراض مرضية.
كيف يتم تقييم الطعام المشتق من المحاصيل المعدلة وراثيا ؟
قبل أن يصل الطعام المعدل وراثيا الى الاسواق ، فانه يتم اختباره بواسطة المطور لهذا الطعام ، كما اختبار سلامته بواسطة علماء وخبراء التغذية والسمية ومسببات الحساسية وغيرها . ويعتمد تقييم سلامة الغذاء على منهج علمى صادر عن هيئات منظمة ومختصة لكل دولة ، ويتضمن وصف للمنتج الغذائى ، ومعلومات تفصيلية عن الغرض من استخدام هذا الغذاء ، بالاضافة الى بيانات عن القيمة الغذائية والسمية ومسببات الحساسية .
ومن الملاحظ أن هناك أسئلة يتكرر الاستفسار عنها وهى :
هل الغذاء المعدل وراثيا لديه نسخة تقليدية – غير معدلة وراثيا – توضح أنه غذاء آمن ؟ هل تغيرت التركيزات الطبيعية – المسموح بها - المسببة للسمية أو للحساسية فى الاغذية المعدلة وراثيا ؟ هل تغيرت مستويات العناصر الغذائية فى الطعام المعدل وراثيا ؟ هل العناصر الجديدة المضافة للطعام المعدل وراثيا آمنة فى الاستخدام ؟ هل تأثرت قابلية الطعام لعملية الهضم ؟ هل الغذاء المعدل وراثيا مطابق للمواصفات ؟
وفى حقيقة الامر ، تعتبر الاغذية المعدلة وراثيا هى أكثر المنتجات الغذائية التى تجرى عليها دراسات وتجارب متعددة ، وذلك قبل التصديق عليها ، وقبل نزولها الى الاسواق .
مقاومة المضادات الحيوية: تحتوى بعض المحاصيل المعدلة وراثيا على جينات تحمل صفة مقاومة المضادات الحيوية ، ويستخدم العلماء تلك الصفة كدليل يحدد دخول الجين المرغوب الى الخلايا المستهدفة بنجاح . وقد كانت هناك مخاوف من أن ينتقل هذا الجين " الدليل " من المحاصيل المعدلة وراثيا الى الكائنات الحية الدقيقة الموجودة طبيعيا فى أحشاء الانسان ، مما قد يؤدى الى زيادة فى مقاومة المضادات الحيوية . وبعد اجراء دراسات وتجارب عديدة على تلك الحالة ، توصل العلماء الى النتائج التالية : ان انتقال الجين المقاوم للمضادات الحيوية من المحاصيل المعدلة وراثيا الى الكائنات الحية الاخرى يعد أمرا مستبعدا تماما . فى حالة احتمال انتقال الجين المقاوم للمضادات الحيوية لكائن حى آخر، فان تأثيره يكون غير ملموس ، حيث أن الدليل المستخدم فى المحاصيل المعدلة وراثيا له استخدامات محدودة فى المجال الطبى والبيطرى. وبالرغم من هذا، فقد أوصى العلماء بعدم استخدام الجين المقاوم للمضادات الحيوية فى الاغذية المعدلة وراثيا ، ويجرى الان تطوير وتقييم بديل لهذا الدليل الجينى. | |
|