(انها حقا حادثة غربية....لفتت أنظار العالم وكل وكالات الأنباء تتحدث عنها فى كل مكان، وعلى الرغم أننى لا أهتم بما حدث للموتى قبل أن أتسلمهم....الا أن هذه الحادثة شدت انتباهى وفضولى ، فكل الأطباء يقولون أن هؤلاء الأشخاص قد رأوا شيئا مخيفا...رهيبا...جعل أعينهم تحدق وتتصلب على هذا الشكل...وقلوبهم جميعا لم تتحمل صدمة ما واجهوه..وماتوا من الرعب الشديد بالسكتة القلبية، ترى ماذا رأوا لكى يقعوا فريسة للفزع بهذا الشكل الجماعى العجيب؟!...ألم يكن منهم رجل قلبه قوى يتحمل ويواجه؟!!!...وكيف يتحول الانسان للحظة...مجرد لحظة ما الى دمية لا تتحرك؟؟!!...ألم يجرى أحدهم من هذا الشئ؟...فى بعض الأحيان يموت بعض ضعاف القلوب فى مثل هذه الحوادث...ولكن الأطباء أجمعوا على أن قلوبهم قبل الحادث كانت سليمة جدا، طوال عمرى فى هذا المكان المخيف الذى يكرهه الناس لم أتأثر بأى جثة أو أهتز أو حتى أفكر فيها...لقد عملت عاملا للمشرحة لمدة لا تقل عن عشرين عاما الا أننى كنت قوى القلب..طوال هذه المدة، ولكن هذه الحادثة بالذات جذبت انتباهى لغرابتها، لقد وجدت السيارة مقلوبة بهم فى طريق مصر اسكنردية الصحراوى، وفى البداية توقع رجال البوليس أنها حادثة عادية...ولكنها ليس كذلك...ان أعينهم تحدق فى خوف يدل على الاستسلام وعدم القدرة على الهرب...أسأل نفسى ألف سؤال...ان الفضول والاستغراب يقتلانى، سوف أقلق منامهم للحظة، وفتحت أحد الأدراج لجثة أحدهم...وزاد تعجبى ودهشتى ان فمه مفتوحا من المفاجأة....ما الشئ الرهيب الذى قهر ارادتهم وأعصابهم لهذه الدرجة؟!!!...ولكن ما هذا؟...ان فمه يبدو مجروحا حتى الآن...)
واشتد رجال البوليس والأطباء اندهاشا من جثة عامل المشرحة...انها نفس الأوصاف كاملة، كأنه كان معهم فى وقت الحادث.....ترى ماذا رأى هو الآخر....لكى يموت رعبا؟!!
[center]البقية الحلقة القادمة.....