أنا صفية...وبالفعل لدى صفاء وتسامح ناحية أختى كريمة التى كانت دون أن تقصد السبب فى تعاستى الى الأبد،انها تصغرنى بعام واحد ولا أعلم لماذا لم تعطى أمى لى الفرصة لكى آخذ منها الرعاية كاملة، ولكن كان قدرى أن أعيش مهمشة بالنسبة لها،فالمشكلة تكمن فى أنها بارعة الجمال، كل من يراها يحسدها عليه ويتمنى أن تكون له، وكل البنات يغارون من حسنها، وأنا على الرغم من أننى أختها الا أننى لم أحظى بهذا الجمال ، فجمالى عادى.....للغاية لا يجعل أى أحد يلتفت له ، فكلما خرجنا معا فى أى مكان أو نتجمع عند الجد أو نذهب لزيارة أحد من المعارف كانت الأنظار دائما تلتفت اليها دون حتى النظر ناحيتى وكأننى لست لى وجود من الأساس، ولا أحد يأخد فى اعتباره الى أى مدى سيؤثر ذلك على نفسيتى كبنت، وكبرنا معا والمشكلة تكبر معنا..وبدأ البيت يزدحم بالخطاب، وعلى الرغم من أننى أتمنى لها كل خير فهى أختى رغم أى شئ، الا أن الغرور كبر مع عمرها...وأصبحت أشكو من الوحدة لأنها لا تشعر بى...ومرت على أيام لا أشعر فيها برقة دلع البنات...وكبريائها وتعززها فى أن ترفض هذا أو تقبل ذاك...انه شعور رهيب بالاحباط والانكسار...فما من غريب دخل بيتنا أو قريب الا ودخل ليطلب يدها وهى تتعزز..وعندما يراها أحد معى..تحجب عيناه عنى ويتكلم معها ولا يرانى...والآن أنا فى الثلاثين وهى لم تتزوج لأن احساسها بجمالها جعلها ترفض أن تكون لأى شخص، والآن أشعر بأننى كعجوز فى الستين..وقد فقدت شعور البنت وهى تنتظر فارس الأحلام...وبقيت كثيرا كذلك...حتى رأيته...انه طوق النجاة الذى سيعيد لى احساس البنت الصغيرة بقلبها الطاهر النقى...انه لحظة فجر بعد ليل طويل...لا أعلم ماذا حدث لأحزانى عندما تعرفت عليه فى العمل، لقد كان يعمل فى شركة أخرى...ورمى به القدر فى الشركة التى أعمل بها....وجاءت اللحظة التى صارحنى فيها بأنه يريد مقابلة أبى، وجاء أجمل يوم فى حياتى لكى يطلب يدى...وبينما كنت فى حجرتى أكمل ارتداء ملابسى دخلت أختى حجرة الصالون لكى تتعرف على خطيب أختها ، ثم بدأ الكلام مع والدى...يسعدنى أن أطلب يد ابنتك الصغرى.....وكانت الفاجعة....رقدت فى السرير لمدة طويلة لم أشعر فيها بالوقت..لأننى كنت فى غيبوبة...وعندما أفقت وبعدها بيومين ، سمعت صوت الطبيب يقول لوالدتى:انها فقدت القدرة على الكلام..ونحن نعمل ما فى وسعنا لكى تخرج من هذه الحالة تماما وتستطيع المشى....وكانت هذه قصتى ولا أستطيع سرد أى شئ جديد بعد ذلك.....(تمت)