| الكيمياء " معلومات قيمة جدا" | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: الكيمياء " معلومات قيمة جدا" الخميس أغسطس 20, 2009 12:54 am | |
| الكيمياء مقدمة يُعدّ علم الكيمياء علما إسلاميا عربيا اسما وفعلا؛ فلم تُعرَف كلمة الكيمياء ولم يَردْ ذكرها في أي لغة أو حضارة قبل العرب، سواء عند قدماء المصريين أو الإغريق. والكيمياء في اللغات الأوربية يكتبونها Al - Chemie ومعروف أن كل كلمة لاتينية تبدأ بالألف واللام للتعريف أصلها عربي، ومن ذلك Al-Cohol- algibra.
و"الكيمياء" اسم مشتق من الكم أو الكمية؛ وذلك لأن علماء المسلمين الذين أسسوا هذا العلم كانوا يقولون: إذا أضفنا كمية من هذه المادة إلى كميتين أو ثلاثة من المادة الثانية نتج كذا، وهذا الاسم في ذاته يدلنا على حقيقة مهمة، وهي أن علماء المسلمين أول من اكتشفوا نظرية النسبة في اتحاد المواد وذلك قبل الكيميائي (براوست) بخمسة قرون، وتقول هذه النظرية: إن المواد لا تتفاعل إلا بأوزان ثابتة وهو قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي.
وجاء في "لسان العرب" لابن منظور أن الكيمياء كلمة عربية مشتقة من كمى الشيء وتكماه: أي ستره، وكمى الشهادة يكميها كميا وأكماها: أي كتمها وقمعها. وقد فسرها أبو عبد الله محمد الخوارزمي (ت 387هـ) في كتابه "مفاتيح العلوم" بقوله: "إن اسم هذه الصنعة كيمياء، وهو عربي، واشتقاقه من كمى ويكمي: أي ستر وأخفى"، وهذا يتفق مع ما ذهب إليه الرازي حين سمى كتابيه في الكيمياء "الأسرار" و"سر الأسرار"(1).
وفي التعريف الاصطلاحي فإن علم الكيمياء هو العلم الذي يُعنى بطبيعة المادة وتركيبها وما يتناولها من تغيرات، أو هو: الدراسة العلمية لخصائص المادة وتركيبها وبنيتها، والتغيرات التي تحدث في بنية المادة وتكوينها، والتغيرات المصاحبة في الطاقة. (2).
والكيمياء بصفة عامة تنقسم إلى عدة فروع رئيسية، كما يوجد أيضا تفرعات لهذه الفروع، وموضوعات ذات تخصص أكبر داخل هذه الفروع، ومن هذه التقسيمات ما يلي:
- الكيمياء التحليلية: وتختص بتحليل عينات من المادة لمعرفة التركيب الكيميائي لها وكيفية بنائها.
- الكيمياء الحيوية: وتختص بدراسة المواد الكيميائية، والتفاعلات الكيميائية التي تحدث في الكائنات الحية.
- الكيمياء غير العضوية: ومهمتها دراسة خواص وتفاعلات المركبات غير العضوية، وهناك تداخل كبير بين الكيمياء العضوية وغير العضوية، ولا يوجد حَدٌّ واضح للتفريق بينهما.
- الكيمياء العضوية: وتختص بدراسة تركيب وخواص وتفاعلات المركبات العضوية.
- الكيمياء الفيزيائية: وتختص بدراسة الأصل الفيزيائي للتفاعلات والأنظمة الكيميائية، ولمزيد من التحديد فإنها تدرس تغيرات حالات الطاقة في التفاعلات الكيميائية.
ومن الفروع الأخرى التي تهم الكيميائيين المتخصصين: الكيمياء الحرارية، والكيمياء الحركية، وكيمياء الكم، والميكانيكا الإحصائية، وعلم الأطياف (3).
هذا وإن أهمية الكيمياء لتكمن في أنها تدخل في جميع نشاطات الكائنات الحية، وتسهم في كافة مناشط الحياة، فبواسطة علم الكيمياء يتم تحويل المواد الطبيعية الخام إلى مواد تلبي احتياجات الإنسان، فمثلا يستطيع الكيميائي أن ينتج من الفحم والنفط بعض المواد الجديدة كالأصباغ والعقاقير والعطور واللدائن (البلاستيك) والمطاط الصناعي، وكذلك في المجال الزراعي فإن الكيمياء أسهمت في إنتاج الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية، وقد أمكن أيضا بواسطة علم الكيمياء إنتاج الألياف الصناعية، تلك التي ساهمت في مجال الكساء والمنسوجات، هذا وغيره من المجالات الأخرى الكثيرة التي تساهم بها الكيمياء في حياتنا اليومية.
عدل سابقا من قبل أبو أنس_الشافعي في الخميس أغسطس 20, 2009 1:38 am عدل 1 مرات | |
|
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: الكيمياء قبل الإسلام الخميس أغسطس 20, 2009 1:25 am | |
| الكيمياء قبل الإسلام
كانت الكيمياء القديمة تسمى "الخيمياء"، وهي ذلك الفن القديم الذي ضرب في جذور الكيمياء الحديثة، وقد قال البعض بنشوئه في مصر، وقال آخرون في الصين (القرن الثالث أو الخامس ق.م)، وكان أيضا عند اليونان والسريان في حضارتهم.
وبداية فلم تكن الخيمياء اليونانية والسريانية ذات قيمة؛ حيث اعتمد الإغريق والسريان آنذاك على الفرضيات والتحليلات الفكرية؛ إذ أن الخيمياء تلجأ إلى الرؤية الوجدانية في تعليل الظواهر والخوارق في التفسير وترتبط بالسحر، وهو ما سمّاه العرب (علم الصنعة)، وهو الذي كان يسعى منذ قديم الزمن إلى بلوغ هدفين بعيدين:
الأول: تحويل المعادن الخسيسة كالحديد والنحاس والرصاص والقصدير إلى معادن نفيسة كالذهب والفضة، من خلال التوصل إلى حجر الفلاسفة.
والثاني: تحضير إكسير الحياة ليكون بمثابة علاج يقضي على متاعب الإنسان وما يصيبه من آفات وأمراض، ويطيل حياته وحياة الكائنات الحية الأخرى.
ولقد عرف قدماء المصريين التحنيط بالمواد الكيميائية، وأيضا طريقة حفظ الأغذية والملابس، وبرعوا في صنع الألوان الثابتة، وكذلك كان للإغريق اجتهاد في الكيمياء، حيث وضعوا نظرية إمكانية تحويل المعادن الخسيسة كالرصاص والنحاس والزئبق إلي معادن نفيسة كالذهب والفضة، وتقول هذه النظرية: إن جميع المواد على ظهر الأرض إنما نشأت من عناصر أربعة هي: النار والتراب والهواء والماء، وإن لكل عنصر منها طبيعتين يشترك في أحدها مع عنصر آخر،
فالنار جافة حارة، والتراب جاف بارد، والماء بارد رطب، والهواء بارد جاف، وعلى ذلك فمن المحتم أنه يمكن تحويل العناصر إلى بعضها، وكان من رأي أرسطو أن جميع العناصر عندما تتفاعل في باطن الأرض وتحت ضغط معين وحرارة فإنه ينشأ عنها الفلزات.
وفي القرن الخامس قبل الميلاد كان من تعاليم الفيلسوف الإغريقي (ديموقريطس) أن كل المواد تتكون من مادة واحدة توجد على هيئة وحدات صغيرة لا تتكسر تُسمَّى الذرات، وبناء على هذه النظرية فإن الاختلاف بين المواد هو فقط بسبب الاختلاف في حجم وشكل وموقع ذراتها.
واعتقد الفيلسوف الإغريقي أرسطو الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد أن أيًّا من العناصر الأساسية الأربعة التي اقترحها (إمبيدوقليز) يمكن تحويلها إلى أي من العناصر الأخرى بإضافة أو إزالة الحرارة والرطوبة، وقد قرر أن هذا التغيير - ويعرف بالتحول - يحدث كلما دخل عنصر ما في تفاعل كيميائي، أو تحول من حالة فيزيائية (صلب، غاز، سائل) إلى حالة أخرى. فقد اعتقد أرسطو بأن الماء مثلاً يتحول إلى هواء عند تسخينه.
وأثناء الثلاثمائة سنة الأولى بعد ميلاد المسيح قام العلماء والحرفيون في مصر بتطوير وممارسة الخيمياء، وبنوا عملهم على نظرية تحوّل العناصر لأرسطو، حيث حاولوا تحويل الرصاص والفلزات الأخرى إلى ذهب، وانتقلت الخيمياء إلى شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، ومنها إلى أغلب أوروبا الغربية في القرن الثاني عشر الميلادي، وقد مثلت الخيمياء مصدرًا رئيسيًا للمعرفة الكيميائية حتى القرن السابع عشر الميلادي.
ورغم أن الخيميائيين فشلوا في مسعاهم لصنع الذهب من المواد الأخرى خلال القرون العديدة التي قضوها في تجاربهم، إلا أنهم اكتسبوا معرفة واسعة بالمواد الكيميائية، ولا يزال الكيميائيون في العصر الحاضر يستخدمون العديد من الأدوات المخبرية والطرق والأساليب التي اخترعها الخيميائيون، مثل: الأقماع، والمصافي، والموازين المستعملة لوزن المواد الكيميائية، والجفان (بواتق لصهر المعادن)، كما تعلّموا تحضير الأحماض والكحولات المختلفة واستعماله.
وتُجمع آراء الباحثين على أن جهود الإغريق في الكيمياء كانت ضئيلة ومحدودة؛ لأنهم درسوا العلوم من النواحي النظرية والفلسفية، وكان العمل لديهم في هذا المجال مقصوراً على تحويل المعادن الرخيصة مثل الرصاص والقصدير إلى معادن ثمينة من الذهب والفضة، وذلك بواسطة حجر غامض يسمى "حجر الفلاسفة"، وأن العرب هم أول من بدأ هذا العلم بداية جديدة على مبدأ التجربة والمشاهدة، وفي ذلك يقول هولميارد في كتابه "تاريخ الكيمياء إلى عهد دالتون": لقد حارب علماء المسلمين الألغاز الصبيانية التي كانت مدرسة الإسكندرية قد أدخلتها على علم الكيمياء، وقاموا في هذا الميدان على أسس علمية جديدة.
وبصفة عامة فقد كانت هذه الصنعة عند قدماء المصريين والإغريق تغلب عليها الآراء النظرية، وكان يمارسها الكهّان والسّحرة، ولا يعرف أسرارها غيرهم، وكان هناك قصور في الجانب اليوناني، وتفوّقٌ في الجانب المصري القديم، إلا إنه مفقود ولا يوجد منه إلا القليل. (4). [b] | |
|
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: المسلمون والكيمياء الخميس أغسطس 20, 2009 1:29 am | |
| المسلمون والكيمياء
الغموض يكتنف بدايات انشغال المسلمين بعلم الكيمياء، إلا أن المُجمَع عليه أن خالد بن يزيد بن معاوية الأموي (ت 85هـ، 704م) كان مُبتدَأ الاهتمام بهذا العلم من المسلمين، وهو الذي كان مرشّحا لمنصب الخلافة، فلما لم ينلْها صرف همَّه من السياسة إلى العلم، وروي أنه كلف بعض الأقباط المتحدثين بالعربية مثل: مريانوس، وشمعون، وإصطفان الإسكندري بجمع بعض المباحث الكيماوية الموجودة بالإسكندرية ونقلها إلى العربية.
وبهذا وصلت الخيمياء بمفهومها الخاطيء إلى العرب المسلمين، مع ما تخللها مما كُتِبَ فيها من الأضاليل والطلاسم والأوهام، وكان هدفها آنذاك تحقيق غايات وهمية لا تمت إلى الكيمياء الحقيقية بصلة؛ إذ إن الأخيرة ترتكز على قواعد وقوانين علمية.
ففي بادئ الأمر اعتقد المشتغلون بها من العلماء المسلمين اعتقاد اليونان والسريان النسطوريين في أن أصل جميع المعادن واحد: الماء، والهواء، والنّار، والتراب، وأن طبائعها قابلة للتحويل، ويعود سبب اختلافها فيما بينها إلى اختلاف نسب العناصر المكونة لها، وما على من يرغب في الحصول على الذهب مثلاً إلا أن يُعيد تركيب هذه العناصر من جديد بنسب صحيحة بعد تحليل المعدن إلى عناصره الأساسية.
وعلى الرغم من أنه لم يتوصل أحد لذلك، سواء من العرب أو ممن سبقهم، إلا أن سعي العلماء المسلمين للوصول إلى هذا الهدف جعلهم يكتشفون - عن طريق المصادفة - مواد جديدة، ويتوصلون إلى قوانين جديدة عديدة، مكنتهم في النهاية من الانتقال من الخيمياء إلى الكيمياء.
وهكذا ارتكز المسلمون في أوّل أمرهم على الاستفادة مما كتبه السابقون في هذا المجال، خاصة علماء الإغريق والإسكندرية، وكُتب دوسيوس و بلنياس الطولوني الذي وضع كتاب "سر الخليقة"، ولعل السِّرّ في هذا الاهتمام المبكر في تاريخ الإسلام بعلم الكيمياء هو الرغبة في الثراء بتحويل المعادن إلي ذهب كما كان يُعتقد من علم الكيمياء.
ومع مرور الوقت، وفي أواخر القرن الثالث للهجرة وأوائل الرابع، تطور هذا العلم واتضحت معالمه، وذلك بظهور عباقرة في علم الكيمياء على رأسهم جابر بن حيان (ت 815م)، ثم الرازي (ت 932م)، وهي مرحلة ازدهار العباسيين. وقد وضع هذان العملاقان أُسس علم الكيمياء الحديثة، وطبقوا الوسائل العلمية في تناولهم لهذا العلم وتطويره، وابتعدوا به عن السحر والطلاسم والأوهام، كما أنهم حققوا أروع إنجازاتهم في هذا المجال، حيث حوّلوه من النظريات والآراء الأفلاطونية إلى علم تجريبي له قواعد راسخة، وله أهداف عملية نافعة، وله معامل لها شروط.
وبعد جابر والرازي ظهر عشرات العلماء الفطاحل الذين طوروا هذا العلم أمثال ابن سينا والبيروني والجلدكي. ويمكن تلخيص قواعد الكيمياء عند المسلمين وتطوره في النقاط التالية:
فلم تعد صنعة الذهب الهدف الوحيد لعلماء المسلمين، فباتوا يستعملون علم الكيمياء في الصيدلة وصناعة الأدوية الكيميائية لأول مرة في التاريخ، كما استعملوه بتوسع في الصناعة وفي الحرب وفي السلم.
وذلك أنه علم قائم على التجربة، وقد جاء في وصف معمل جابر بن حيان الذي عثر عليه العالم (هولميارد): "إنه موجود في قبو تحت الأرض؛ وذلك للتحكم في درجات الحرارة، وفيه قليل من الأثاث لتجنب الحريق، وفيه موقد كبير وأجهزة مختلفة زجاجية ونحاسية، ومن أهمها القوارير والأقماع والمناخل والمصافي والأحواض وأجهزة التقطير والقطارات والأنابيب، وهناك أيضا أنواع الهاون والكرات المعدنية للسحق والصحن، وهناك الموازين الدقيقة"، كما عثر فيه على هاون من الذهب الخالص زنته مائتا رطل.
ويعتبر الرازي الذي جاء بعد جابر بقرن من الزمان أول من وضع القواعد الرئيسة لمعامل التحليل الكيميائي، فقد ابتكر أكثر من عشرين جهازا جديدا، منها المعدني ومنها الزجاجي، وقد وصفها جميعا وصفا دقيقا في كتابه (الأسرار).
يجمع مؤرخو العلوم على أن فضل المسلمين العرب على العلوم في تبنيهم لمبدأ "التجربة والمشاهدة قبل إصدار الرأي"، وكان جابر بن حيان يوصي تلاميذه بالاهتمام بالتجارب العلمية وعدم التعويل إلا عليها، مع التدقيق في الملاحظة، ومن وصاياه في ذلك: "وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب؛ لأن من لا يعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان، فعليك يا بني بالتجربة لتصل إلى المعرفة".
يوصي جابر بن حيان الكيميائي بالآتي:
أ- كن صبورا ومثابرا ومتحفظا وصامتا.
ب - تجنب المستحيل وما لا فائدة منه.
ج - لا تغتر بالظواهر لأن هذا يؤدي بتجربتك إلى نتيجة خاطئة.
د - ما افتخر العلماء بكثرة العقاقير ولكن بجودة التدبير؛ "فعليك بالرفق والتأني وترك العجلة، واقتفِ أثرَ الطبيعة فيما تريده من كل شيء".
هـ - يجب أن تكون متفرغا للتجربة منذ بدايتها حتى لا يفوتك أي تغيير طفيف قد تستخلص منه نتائج كبيرة.
استخدم العلماء المسلمون عمليات كيميائية متعددة، سواء في تحضير الأدوية المركّبة أو في بعض الصناعات، واختبروا من خلال هذه العمليات خصائص العناصر التي تدخل في هذه العمليات، كما حضّروا أنواعًا مختلفة من المواد أو طوّروها لتناسب أغراضهم، سواء لفصل السوائل عن بعضها أو لتحضير بعض المعادن من خاماتها، أو لإزاحة الشوائب، أو تحويل المواد من حالة إلى أخرى.
كما استعملوا الميزان استعمالاً فنيًا في ضبط مقادير الشوائب في المعادن، وهو أمر لم يعرفه العالم إلا بعد سبعة قرون من استخدام المسلمين له، ومن أهم العمليات التي مارسها الكيميائيون المسلمون لتحضير المواد وتنقيتها ما يلي:
1- التشوية: واستخدمت هذه الطريقة - ولا زالت تستخدم حتى اليوم - في تحضير بعض المعادن من خاماتها، واستخدموا فيها الهواء الساخن؛ حيث توضع المادة في صلاية بعد غمسها في الماء، ثم تنقل إلى قارورة تعلَّق داخل قارورة أخرى أكبر منها، ثم تسخّن الأخيرة مدة طويلة إلى أن تزول الرطوبة، ثم تُسد فوهة القارورة الداخلية التي تحتوي على المادة.
2- التقطير: ويتم بغليان السائل في وعاء خاص ليتحول بوساطة الحرارة إلى بخار، ثم يكثف البخار ليتحول إلى سائل بوساطة الإنبيق ويتجمع السائل المتكاثف في دورق خاص، وتستخدم هذه الطريقة لتخليص السائل من المواد العالقة والمنحلة به، ولفصل السوائل المتطايرة من غير المتطايرة.
3- التنقية: ويتم في هذه العملية إزالة الشوائب عن المادة المطلوبة، ولتحقيق هذا الهدف تستخدم عمليات مساندة أخرى كالتقطير، والغسيل، والتذويب في مذيبات مختلفة، والتبلُّر الجزئي.
4- التسامي: وهو تحويل المواد الصلبة إلى بخار، ثم إلى الصلابة مرة أخرى دون المرور بمرحلة السيولة كاليود والكافور.
5ـ التصعيد: وهو تسخين المادة السائلة - خاصة الزيوت العطرية وغيرها - بسوائل أو مواد صلبة درجة غليانها عالية، وعند تسخين هذه المادة في حمام مائي بحيث لا تزيد درجة حرارته عن 100°م تتصاعد الأجزاء المتطايرة، وتبقى الأجزاء الثابتة، وأول من استخدم هذه الطريقة الكندي وسماها في كتابه: تصعيد العطور، وكان يقوم بهذه العملية مستخدمًا التصعيد البخاري.
6- التكليس: ويشبه عملية التشوية، إلا أنه في التكليس يتم تسخين المادة تسخينًا مباشرًا إلى أن تتحول إلى مسحوق، واستخدم التكليس كثيرًا في إزالة ماء التبلر، وتحويل المادة المتبلرة إلى مسحوق غير متبلر.
7- التشميع: وهو تغليف المادة بالشمع لعزلها وحمايتها من عوامل معينة كالتلوث أو لتسهيل بعض العمليات، ويتم التشميع بإضافة مواد تساعد على انصهار المواد الأخرى؛ فبإضافة البورق أو النطرون (كربونات الصوديوم) إلى الرمل تسهل عملية صهر الرمل لصنع الزجاج.
8- الملغمة: وهي اتحاد الزئبق بالمعادن الأخرى، وعلى الرغم من أن المسلمين لم يكونوا أول من استخدم هذه العملية، إلا أنهم أول من استخدمها في التمهيد لعمليتي التكليس والتصعيد.
9- التخمير: وهو تفاعل المواد النشوية مع الطفيليات الفطرية، وقد هدتهم التجربة إلى ابتكار طريقة لتحضير الكحول الجيد من المواد النشوية والسكرية المتخمرة، ومن المعلوم أنهم أول من استخدم عفن الخبز والعشب الفطري في تركيب أدويتهم لعلاج الجروح المتعفنة.
10- التبلّر: وفيه تتخذ بعض الأجسام أشكالاً هندسية ثابتة تتنوع بتنوع هذه الأجسام، ويتم ذلك بإذابة المادة في أحد المذيبات في درجة حرارة عالية حتى يتشبع المحلول، وعندما يبرد المحلول تنفصل بلورات المادة المذابة عن المحلول على هيئة بلورات نقية، وتظل الشوائب مذابة في المحلول المتبقي، ثم يرشح المحلول للحصول على المادة المتبلرة.
11- التبخير: وهو تحويل الأجسام الصلبة والسوائل إلى بخار بتأثير الحرارة.
12- الترشيح: ويستخدم للحصول على المواد المتبلرة أو النقية، واستخدموا فيه أقماعًا تشبه الأقماع المستخدمة حاليًا، واستعاضوا عن ورق الترشيح بأقمشة مصنوعة من الشعر أو الكتان تتناسب دقة نسجها وخيوطها مع المحلول المراد ترشيحه.
وباختصار نجد أن الكيمياء لم تصبح علمًا حقيقيًا إلا بعد أن آل أمرها للمسلمين، وقد خرجوا بها من إطار النظرية التي نقلوها عن اليونان إلى التجربة والملاحظة والاستنتاج؛ وكان نتاج ذلك ذخيرة قيّمة لم يحجبوها عن العالم، بل قدَّموها لمن خلفهم في العلم، فبنوا على أساسها صرح الكيمياء الحديثة، وكان المسلمون دعامة ذلك الصّرح وركيزته (5).
خامسا: العمليات الكيميائية وأهمها:
رابعا: صفات الكيميائي:
ثالثا: التجارب العلمية:
ثانيا: المعمل:
أولا: الهدف من الكيمياء: | |
|
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: أهم إنجازات المسلمين في الكيمياء الخميس أغسطس 20, 2009 1:31 am | |
| أهم إنجازات المسلمين في الكيمياء
انتقلت الكيمياء مع المسلمين من طور البدايات المترجمة على يد خالد بن يزيد إلى طور الإنجازات العينية والاكتشافات الواضحة والإسهامات الإيجابية، وتبلور علم الكيمياء على أيديهم فيما بعد، وكثرت الاكتشافات والتي كان من أهمها ما يلي:
كانت جميع الأدوية المعروفة قبلهم من الأعشاب الطبية، فأدخل الرازي لأول مرة استعمال أملاح المعادن كالزئبق والمغنيسيوم والحديد والزنك في الدواء والعلاج، وصنع منها المراهم والسيوف والبرشام والمروخ، وكان الرازي يجرب هذه الأدوية على الحيوانات وخاصة القرود قريبة الشبه بجسم الإنسان، كذلك كان ابن سينا أول من أوصى بتغليف حبوب الدواء بأملاح الذهب أو الفضة، وذلك في حالة إذا كان الدواء مر الطعم، أو إذا كان المطلوب عدم ذوبانه في المعدة بل في الأمعاء.
المسلمون أول من صنع الصابون من الصودا، وصنعوا منه الملون والمعطر والسائل والصلب، والكلمة الأوربية Savon أصلها عربي وهو صابون، وتذكر بعض المراجع أنهم أول من صنع الورق.
وقد توصل جابر بن حيان إلى صنع أنواع من الورق يقاوم الحريق ويستعمل في تغليف المصاحف والكتب القيمة، كما ابتكر قماشا يقاوم الماء، وتوصل عباس بن فرناس إلى تقليد البرق في القبة السماوية من اشتعال الماغنيسيوم؛ ففتح الطريق أمام التصوير الليلي، كما توصل إلى تقليد الرعد فيها باستعمال البارود، والمسلمون أول من استعمل البارود كقوة دافعة في المدافع (6).
كذلك برعوا في صناعة الزجاج وطوروا منه أنواعا على درجة من النقاوة والجودة، وقد ابتكر جابر بن حيان طريقة إضافة ثاني أكسيد المنجنيز إلى الزجاج لإزالة اللون الأخضر والأزرق الذي يظهر في الزجاج العادي الرخيص، ويعتبر عباس بن فرناس أول من صنع الزجاج البلوري (الكريستال!) بإضافة بعض أملاح المعادن عليه كالرصاص والذهب والفضة لإضفاء البريق عليه.
كذلك ابتكر المسلمون المينا التي تتكون من مسحوق الزجاج الذي يخلط ببعض الأكاسيد المعدنية ثم يُذاب المخلوط في مادة زيتية حتى يتحول إلى سائل بالتسخين، ويرسم به رسومات بارزة على الزجاج ذات بريق وشفافية يرسمونها على القناديل وزجاج المساجد، وقد انتقل هذا الفن من الأندلس إلى أوروبا وانتشر في الكنائس وقصور الأمراء، كذلك ابتكر المسلمون الكثير من الأصباغ.
وقد اخترع المسلمون عددا كبيرا من المواد الكيميائية التي ما زالت تحمل الاسم العربي، ومازالت دعامة علم الكيمياء، فاخترعوا (الكحول) من التخمير، واستخرجوا الزيوت الطيارة بالتقطير، واكتشفوا الصودا، واستخرجوا السكر من عصير الفاكهة بوساطة عقدها علي النار، ولا يزال اسمه Succar، واستخرج ا الفلزات من المركبات الكيميائية، وصنعوا السبائك من معادن مختلفة.
وتعتبر صناعة الصلب العربي إحدى معجزات العلم العربي، فكانت السيوف العربية مضرب الأمثال في متانة معدنها وصفائها، وألَّفوا في ذلك عدة كتب منها: رسالة الكندي المتوفى سنة (866 م) بعنوان: "فيما يطرح على الحديد والسيوف حتى لا تثلم ولا تكل"، وقد أصدر قسم هندسة المواد في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة سنة 1984م نشرة أن علماءها توصلوا إلى سرّ صناعة الفولاذ الدمشقي الذي صنع منه العرب سيوفهم التي كانت مضرب الأمثال في التاريخ بحدة شفرتها ونعومة سطحها ومتانة معدنها، واكتشفوا أنها كانت تصنع من الصلب المخلوط بذرات كبريتيد الحديد الذي يتم إنتاجه بتعريض المعادن لدرجة حرارة منخفضة، بينما كانت المشكلة عند من سبقهم من العلماء والباحثين الذين أجروا دراساتهم على الصلب العربي أنهم كانوا يفرضون قدرا كبيرا من الحرارة أكثر من اللازم (عملية الحدادة).
وقد عرف المسلمون أن النار تنطفيء بانعدام الهواء، واكتشفوا الحامض والقلوي والفرق بينهما، ومازالت كلمة Alkali أصلها العربي القلوي، ومن أعظم إنجازات المسلمين اكتشاف الأحماض مثل: النيتريك والكلوريدريك، اكتشفهما الرازي سنة 932م، وكذلك الأحماض العضوية مثل الخليك والليمونيك والطرطريك والنمليك، وقد حضروا (الماء الملكي) الذي يذيب الذهب من نسبة معينة من حامض النيتريك (الزاج) وحامض الكلوريدريك (روح الملك) بنسبة 1: 3.
ورغم أن الكثير من كيميائِيِّ المسلمين قد صرفوا جهدهم ووقتهم في محاولة تحويل المعادن الرخيصة كالنحاس والرصاص إلى ذهب وفضة دون نتيجة، إلا أن هذه الجهود لم تذهب سدى؛ فقد توصلوا عن طريقها إلي الكثير من الاكتشافات والاختراعات التي طورت علم الكيمياء، كما أصبح المسلمون سادة صناعة الذهب والفضة في عصرهم، فبرعوا في صناعة السبائك والعملات الذهبية والفضية بنسبة دقيقة كانت مضرب الأمثال.
كما أنهم وضعوا القواعد لاكتشاف هذه النسب واكتشاف غش المعادن النفيسة كلها، وقد قام أحد علماء الكيمياء المعاصرين في أوروبا هو الدكتور (فلندربتري) بتحليل نقود عربية ذهبية قديمة من مصادر مختلفة، فوجد أن نسبة السبيكة واحدة فيها جميعا، ثم وزن العملات الثلاثة وهي بنفس القيمة فلم يجد فارقا في الوزن أكثر من جزء من ثلاثة آلاف جزء من الجرام بين العملة ومثيلتها، ويقول في بحثه الذي نشره: "إن هذه دقة في الصنعة تفوق كل تصور".
كذلك برع المسلمون في علم دباغة الجلود وتحضيرها، واستنبطوا أنواعا من الجلود تختلف من اللين والنعومة بحيث تصلح كملابس إلى الأنواع الصلبة التي تصلح أغلفة للسيوف والخناجر وأغلفة للمخطوطات، كما تفننوا في النقش بالألوان الثابتة على الجلد وفي الكتابة البارزة عليه، ومازالت هذه الصناعة في إسبانيا مزدهرة منذ عصور الإسلام.
أما صناعة الأصباغ والألوان والأحبار فيدلنا على تفوقهم فيها ما نراه اليوم من ألوان زاهية في القصور الإسلامية، مثل الحمراء وقصور إستانبول، وما نراه في أغلفة المصاحف الملونة، وقد ابتكروا مدادا (حبرا) يضيء في الليل من المواد الفسفورية، وآخر يبرق في الضوء بلون الذهب من المرقشيشا الذهبية وهو (كبريتيد النحاس) ليستخدم بدل الذهب الغالي في كتابه المصاحف والمخطوطات القيمة.
كما صنعوا أنواعا من الطلاء الذي يمنع الحديد من الصدأ، واخترع جابر بن حيان مواد كيميائية تنقع فيها الملابس أو أوراق الكتابة فتمنع عنها البلل، ومواد أخرى تنقع فيها الملابس أو الورق فتصبح غير قابلة للاحتراق.
أخذ المسلمون عن الإغريق وأرشميدس فكرة الوزن النوعي للمواد، ولكنهم توسعوا فيها إلى أقصى حد، وطوروها وصنعوا لها موازين خاصة متطورة، فابتكر الرازي ميزانا دقيقا سماه: "الميزان الطبيعي" ووصفه في كتابه (محنة الذهب والفضة)، كما ابتكر الخازن ميزانا متطورا يمكنه وزن الأجسام في الماء والهواء على السواء.
وقد كان اهتمام المسلمين بالوزن النوعي لاكتشاف نقاء المعادن، وإذا كانت مختلفة أو مغشوشة وخاصة المعادن النفيسة، ولكنهم توسعوا بعد ذلك في هذا الميدان فأصبحوا يصنعون الجداول للوزن النوعي لكل شيء في الحياة ابتداء من الذهب والفضة والزئبق والياقوت والزمرد والأزورد والعقيق إلى الحديد والصلب والحجارة، كما شملت أبحاثهم في السوائل كل شيء ابتداء من الأحماض والماء إلى الحليب بجميع أنواعه وزيوت الطعام، وبهذا كانوا يعرفون نسب تركيب كل مادة من عناصرها المختلفة.
وقد جاء في كتاب "عيون المسائل" لعبد القادر الطبري جداول للوزن النوعي لكثير من المواد المعروفة في عصور الإسلام، كذلك قام البيروني والخازن بعمل جداول المواد، فمن ذلك على سبيل المثال: أن الوزن النوعي للذهب الخالص حسب جداول البيروني 26 ر 19 وحسب الخازن 25 ر 19 وحسب الأرقام الحديثة 26 ر 19 وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على دقة المسلمين في تجاربهم.
ومن أغرب التجارب التي أجراها عباس بن فرناس: حساب الوزن النوعي لجسم الإنسان ومقارنته بالوزن النوعي للطيور وخاصة الصقور، وكان مقصده من ذلك أن يعرف حجم الجناحين اللذين يصنعهما لحمل جسمه والطيران في الهواء.
وجدير بالذكر أن هذه الطريقة التي ابتكرها عباس بن فرناس (المتوفى سنة 884 م) هي التي تتبع اليوم في تربية أجسام الرياضيين وإعدادهم للمسابقات العالمية، وفي المعاهد الرياضية الكبرى موازين تقوم على نفس الفكرة، أي وزن الجسم في الهواء ثم في الماء، فإذا وجدوا أن نسبة الشحم إلى العضلات في الجسم أكبر من اللازم نصحوه بعمل ريجيم شديد أو يحرم من الدخول لبطولة الرياضية، وهذا قليل من كثير من فضل وإنجازات المسلمين في الكيمياء (7).
الوزن النوعي للمواد الصلبة والسائلة:
توسع المسلمون في الصناعات الكيميائية:
المسلمون أول من استعمل الكيمياء في صناعة الدواء: | |
|
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: علماء الكيمياء المسلمون الخميس أغسطس 20, 2009 1:32 am | |
| علماء الكيمياء المسلمون
المأثور عند العرب المسلمين أن أول عهدهم بالكيمياء والعلوم الطبيعية كان أيام خالد بن يزيد بن معاوية الملقب بحكيم آل مروان، ويذكر ابن خِلِّكان أنه كان من أعلم قريش بفنون العلم، وله كلام في صنعة الكيمياء والطب، ويقال إن جعفر الصادق (ت148هـ، 765م) كان على علم بهذه الصنعة، وأن جابر بن حيان تعلّمها منه.
ومع جابر انتقلت الكيمياء من طور الخرافة والطلاسم إلى طور العلم التجريبي، وارتقى العلم بعده على يد جهابذة آخرين أمثال الكندي، والرازي، وابن سينا وغيرهم، وكان إسهامهم في الكيمياء ذا شأن؛ إذ أضافوا إليه أصالة البحث العلمي بإدخالهم التجربة العلمية والمشاهدات الدقيقة؛ حتى ليكاد ينعقد الرأي عند كثير من الباحثين الآن أن المسلمين هم مؤسسو علم الكيمياء التجريبي؛ فقد جعلوه يقوم على الملاحظة الحسية والتجربة العلمية، وهذه نبذة عن بعض أعلام المسلمين في علم الكيمياء، مع أبرز إسهاماتهم ومؤلفاتهم: أحمد زويل
ولد الدكتور أحمد زويل في مدينة دمنهور بجمهورية مصر العربية في السادس والعشرين من فبراير عام 1946م، وبدأ تعليمه الأولي بمدينة دمنهور، ثم انتقل مع الأسرة إلي مدينة دسوق مقر عمل والده حيث أكمل تعليمه حتى المرحلة الثانوية، ثم التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية عام 1963 وحصل علي بكالوريوس العلوم قسم الكيمياء عام 1967 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكان يقيم أثناء سنوات الدراسة الجامعية بمنزل خاله المرحوم علي ربيع حماد بالعنوان 8 ش 10 بمنشية إفلاقة بدمنهور، ثم حصل بعد ذلك علي شهادة الماجستير من جامعة الإسكندرية.
بدأ الدكتور أحمد زويل مستقبله العملي كمتدرب في شركة "شل" في مدينة الإسكندرية عام 1966، واستكمل دراساته العليا بعد ذلك في الولايات المتحدة حيث حصل علي شهادة الدكتوراه عام 1974م من جامعة بنسلفاني. وبعد شهادة الدكتوراه انتقل الدكتور زويل إلى جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا وانضم لفريق الأبحاث هناك. وفي عام 1976م عين زويل في كلية كالتك كمساعد أستاذ للفيزياء الكيميائية وكان في ذلك الوقت في سن الثلاثين. وفي عام 1982 نجح في تولي منصب أستاذ الكيمياء، وفي عام 1990م، تم تكريمه بالحصول علي منصب الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج. وفي سن الثانية والخمسين فاز الدكتور أحمد زويل بجائزة بنيامين فرانكلين بعد اكتشافه العلمي المذهل المعروف باسم "الفيمتوثانية" أو "Femto-Second" وهي أصغر وحدة زمنية في الثانية، ولقد تسلم جائزته في احتفال كبير حضره 1500 مدعو من أشهر العلماء والشخصيات العامة مثل الرئيسين الأسبقين للولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر وجيرالد فورد وغيرهم.
وفي عام 1991م تم ترشيح الدكتور أحمد زويل لجائزة نوبل في الكيمياء، وبذلك يكون أول عالم عربي مسلم يفوز بتلك الجائزة في الكيمياء منذ أن فاز بها الروائي نجيب محفوظ عام 1988م في الأدب، والرئيس الراحل محمد أنور السادات في السلام عام 1978م.
وللدكتور أحمد زويل أربعة أبناء وهو متزوج من "ديما زويل" وتعمل طبيبة في مجال الصحة العامة، وهو يعيش حاليا في سان مارينو بولاية كاليفورنيا.
ويشغل الدكتور أحمد زويل عدة مناصب وهي: الأستاذ الأول للكيمياء في معهد لينوس بولينج، وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومدير معمل العلوم الذرية.
أبحاث الدكتور زويل حاليا تهدف إلى تطوير استخدامات أشعة الليزر للاستفادة منها في علمي الكيمياء والأحياء، أما في مجال الفيتو الذي تم تطويره مع فريق العمل بجامعة كالتك فإن هدفهم الرئيسي حاليا هو استخدام تكنولوجيا الفيمتو في تصوير العمليات الكيميائية وفي المجالات المتعلقة بها في الفيزياء والأحياء (19). عبد القدير خان
ليس حل مشكلات العالم الإسلامي قنبلة نووية، ولكن ماداموا يفعلون فعلينا أن نمتلك مصادر القوة، هذه كانت وجهة النظر الباكستانية في مشروعها النووي، قد يوافق عليها البعض وقد يرفضها آخرون، لكن هذا ما صار فعلاً وتطور علي يد العالم الباكستاني عبد القدير خان.
ولد الدكتور عبد القدير خان في ولاية بوبال الهندية عام 1936م، لا يصغره سوى أخت واحدة من بين خمسة من الإخوة واثنتين من الأخوات، كان والده عبد الغفور خان مدرسًا تقاعد عام 1935م، أي قبل ولادة ابنه عبد القدير بعام واحد؛ ولذا نشأ الابن عبد القدير تحت جناح أبيه المتفرغ لتربيته ورعايته.
عبد القدير خان عالم الذرة الباكستاني الذي حقق حلم باكستان في امتلاك الرادع النووي وجعلها أول دولة إسلامية تمتلك القنبلة النووية، محققاً تحذير ذي الفقار علي بوتو، الذي جاء في مرحلة مبكرة إذ قال في عام 1965م عندما كان وزيراً في حكومة أيوب خان: "إذا صنعت الهند قنبلة، فإننا سنقتات الأعشاب وأوراق الشجر، وسنصبر على الجوع حتى نحصل على قنبلة من صنع أيدينا، وليس لنا بُدٌّ من ذلك".
وعندما وصل بوتو إلى سُدَّة الحكم في أعقاب الهزيمة الباكستانية الأليمة أمام الهند عام 1971م، والتي انتهت باستقلال باكستان الشرقية وتحولها إلى (بنجلاديش) وانكشاف باكستان أمام التفوق العددي والكَمِّي للهند، قرر بوتو صناعة القنبلة وجمع أفضل عقول باكستان في الفيزياء النووية، وكان على رأسهم آنذاك: البروفيسور عبدالسلام (الذي حاز على جائزة نوبل في العلوم الطبيعية لاحقاً عام 1979م)، والدكتور إشراط عثمان رئيس هيئة الطاقة الذرية الباكستانية، والبروفيسور منير أحمد خان الخبير الدولي وعضو وكالة الطاقة الذرية الدولية في فينا. وقد عقد الاجتماع الذي اتخذ فيه ذلك القرار التاريخي في شهر يناير من عام 1972م، في مدينة (مولتان) الهادئة القريبة من الحدود الهندية في مقاطعة البنجاب.
كان العلماء الباكستانيون كغيرهم يعرفون أسرار صناعة القنبلة لكن معدات الإنتاج والتصنيع، وخصوصاً تقنية تخصيب اليورانيوم بالدرجة والكمية المطلوبة، هي العقبة الرئيسية أمامهم، إلى أن تمكن الدكتور عبدالقدير خان - الذي كان يعمل في شركة "أورينكو" المملوكة بشكل مشترك لكل من هولندا وبريطانيا وألمانيا؛ لترجمة بعض الكتب الفنية الخاصة - من حَلِّ تلك المعضلة بهدوء ودهاء شديدين؛ إذ استطاع أن يكسب ثقة زملائه العاملين في مركز التطوير والتصميم في مدينة (آلميلو) في هولندا، وأن يصل كذلك إلى أكثر الوثائق والتصاميم وقوائم الموردين سرية، وعمل بهدوء وجَلَد على معرفة كل ما تحتاجه الباكستان لكسر الحصار المفروض عليها لإنتاج قنبلتها النووية، وخصوصاً أسرار فرَّازات الطرد المركزي التي كانت تقنية معروفة، ولكن تطبيقاتها عملياً بالغة التعقيد. ولم يتمكن من إتقان صناعتها سوى الاتحاد السوفيتي وشركة "أورينكو" الأوروبية.
وبعد أن أدرك أهمية معارفه لبرنامج بلاده بادر بالعودة إلى موطنه ووضعها في خدمة وطنه، وعاد عبدالقدير خان إلى باكستان في عام 1975م بكل المعرفة والعلوم وأساليب الإنتاج وقوائم الشركات الصانعة للمعدات، مما أعطى دفعة قوية للبرنامج النووي وجعل طموحات باكستان قريبة المنال.
وقبل أن تتنبه الولايات المتحدة لجدية الخطوات الباكستانية وتسارع إلى وضع العراقيل أمامها وسد المنافذ كان عبدالقدير خان قد استطاع تأمين احتياجات البرنامج الباكستاني من مصادر متعددة بسرية وهدوء وخداع استراتيجي ذكي؛ إذ كانت المكونات تُشتَرى بشكل متفرق وبأسماء دول وشركات أخرى ثم تنقل إلى الباكستان. وخلال فترة وجيزة أصبح خان رئيس البرنامج النووي الباكستاني، والعالم المسئول عن برنامج إنتاج القنبلة الذرية؛ فواصل عمله الدؤوب، ونجح في تخطي كل العقبات، وكان ناجحاً في الحصول على احتياجاته في سرية مطلقة وبهدوء وحذر شديدين.
وقد تَوَّج عبدالقدير خان حياته العلمية وخدماته الجليلة لوطنه عندما استطاع أن يرد على تفجير الهند النووي في مايو من عام 1998م بتفجير نووي باكستاني مماثل بعد أسبوعين فقط، مما جعل الهند تدرك أنه لا أساس من الصحة لتعثر الباكستان النووي، وأن جارتها المسلمة لديها القدرة على الرد السريع عند الحاجة.
هذا الإنجاز جعل من عبدالقدير خان بطلاً وطنيا، وعالما إسلاميا جليلاً، وكَرَّسَ مكانته في نظر دول العالم الثالث الطامحة لكسر القيود المفروضة على تطوير برامجها النووية، وكان مَحَطَّ أنظار الدول الراغبة في تكرار تجربة الباكستان (20). | |
|
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| |
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: أثر الكيميائيين المسلمين في الحضارة الغربية الخميس أغسطس 20, 2009 1:35 am | |
| أثر الكيميائيين المسلمين في الحضارة الغربية
يعتبر دور المسلمين في التدشين لعلم الكيمياء دوراً بالغ الأهمية، بل لم يكن للعالم غنى عنه خاصة في أوروبا، فقد استفاد الأوربيون من نظريات المسلمين وخبراتهم وتجاربهم في الكيمياء، وقاموا بترجمة كل كتب الكيمياء العربية إلى اللاتينية؛ ذلك أن المسلمين هم أول من وضع الأسس العلمية للكيمياء المبنية على التجارب، وكان لجابر بن حيان اليد الطولى في نشأة علم الكيمياء، وهو الذي نظم كثيرا من طرق البحث والتحليل، وركب عددا من المواد الكيماوية، وكانت أبحاثه هي المراجع الأولى في أوربا حتى القرن الثامن عشر (11).
وقد كان من مظاهر تأثر الحضارة الغربية بالمسلمين أو بالحضارة الإسلامية في مجال الكيمياء ما ظهر من اقتباس الأوربيين لكثير من المصطلحات الكيماوية العربية، والتي كان من أهمها:
الكافور: Camphor.
القلوي: Alkali.
الأنبيق: Alempic.
الكحول: Alchol.
التوتيا: Tutry.
الإثمد: Aktimany (12).
ويشهد على هذا التأثير الأستاذ (مييرهوف) فيقول: إن تأثير جابر بن حيان قد طبع تاريخ الكيمياء الأوروبية في العصور الوسطى وحتى العصر الحديث بطابع يمكن تتبعه، فقد كان اسم جابر بن حيان واحداً من أوائل الأسماء التي مجدها الغرب منذ أول عهده بالاتصال بعلوم العرب، فكانت كتبه تترجم إلى اللاتينية فور الحصول عليها، وكان كتابه "التراكيب" من أول الكتب العربية التي ترجمت إلى اللاتينية؛ إذ ترجمه روبرت الشستري في سنة (1144م) وترجم جيرار الكريموني كتاب "السبعين".
ولقد استمر تأثير جابر في أوروبا والغرب بعد ذلك حتى ترجم له ريتشارد رسل الإنجليزي بعض أعماله من اللاتينية إلى الإنجليزية في سنة (1678م) تحت عنوان: "أعمال جابر أشهر الأمراء والفلاسفة العرب" مترجمة بأمانة بواسطة ريتشارد رسل من محبي الكيمياء.
كما أن ألبرت الكبير نقل أعمال جابر الكيماوية وغيره من الكيميائيين العرب في كتابه، ولم يبتكر ألبرت شيئاً ولم يُضِفْ بإجماع الباحثين، وصار الكتاب مرجعاً للعالم فيما بعد.
وتأثير العرب المسلمين في مجال الكيمياء واضح في موسوعة "فانسيت دي بوقيه"، يقول الأستاذ مييرهوف: "إن المقالات المنسوبة إلى دي بوفيه مليئة بشواهد عن جابر"، ولا أحد ينكر مدى أهمية هذه الموسوعة لدى الغرب.
وهذا هنري كافندش عالم كيميائي كبير تأثر تأثراً شديداً بإحدى نظريات جابر في القرن الثامن عشر، يقول هوليمار: تكمن إحدى الإضافات الأساسية للنظرية الكيماوية المتعلقة بتكوين المعادن في آرائه (أي جابر)، قبل جابر على أية حال نظرية أرسطو في تكوين المعادن، ولكنه يلوح بأنه نظر فيها على أنها مبهمة بطريقة كبيرة تجعلها عاجزة عن أن تفسر الحقائق الملاحظة، ولا يمكن أن تنير السبيل إلى الوسائل العلمية للتحويل (أي التحويل من معادن رخيصة إلى ذهب) ولذلك عدلها بطريقة ما ليجعلها أقل إبهاماً وعاشت النظرية التي اقترحها بعد إضافة بعض التعديلات والإضافات حتى بداية عصر الكيمياء الحديثة في القرن الثامن عشر، فنظرية الفلوجستون نفسها بالرغم من قصورها قد وصفت بأنها الدليل والمصباح المنير للكيماويين في القرن الثامن عشر، هذه النظرية التي وصفها البعض بأنها درة العصر ما هي إلا مولود مباشر لنظرية ابن حيان في تكوين المعادن..
هذه هي شهادة أحد الأساتذة الغربيين، توضح إلى أي مدى أسهمت الحضارة الإسلامية وأثرت في الحضارة الغربية في مجال الكيمياء.
أما مبحث مسلمة المدريدي في الأندلس الذي وصف أكسيد الزئبق وقدم بياناً بطريقة تحضيره، يشهد هوليمار على أن هذه المادة لم يستفد منها أحد مثلما استفاد منها بريستلي ولافوازييه.
أما منصور الكاملي رئيس قسم الكيمياء في معمل القاهرة فقد ظلت نظرياته في عملية تصفيته المعادن من الشوائب، وفصل الذهب من الفضة بواسطة حامض النيتريك، واستخلاص الفضة من الذهب بواسطة خلط السبائك المختلط منها بالزئبق، خلت نظرياته في هذا هي أفضل المعلومات الكيماوية التي يعتمدون عليها في أوروبا ولم تشتمل على أية تحسينات من علمائهم حتى القرن السادس عشر.
وهناك تصريح ورد بالموسوعة البريطانية الطبعة الحادية عشرة يقول: عرفت أول صناعة لملح النشادر في مصر، ومنها تزودت أوروبا سنين طويلة بهذا الملح، وكان أهل البندقية ثم الهولنديون من بعدهم أول من حمل هذه التجارة من مصر إلى أوروبا، وأما الطريقة التي كان يصنع بها المصريون ملح النشادر فلم تكن معروفة في أوروبا حتى سنة (1719م)، حين أرسل د.ليمير القنصل الفرنسي في القاهرة إلى الأكاديمية الفرنسية الطريقة التي يصنع بها هذا الملح في مصر.
يقول المستشرق دوستاولوبان: "إنه لولا ما وصل إليه العرب من نتائج واكتشافات ما استطاع لافوازييه أبو الكيمياء الحديثة أن ينتهي إلى اكتشافاته" (13). | |
|
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: محاولات الطمس والتشويه الخميس أغسطس 20, 2009 1:36 am | |
| محاولات الطمس والتشويه
على الرغم من هذه الحقائق المدهشة السابقة، والتي تشير بما لا يدع مجالاً للشك بأن المسلمين هم الذين وضعوا أسس علم الكيمياء فقد تصدى لهذه الحقيقة المنكرون لحضارة العرب والإسلام من الأوروبيين، وأخذوا يضربون بمعاول الهدم في أصولها، وكان للأستاذ بيرتليو أكبر ضلع في تزعم حركة هدم مجد المسلمين في الكيمياء.
يقول بيرتليو في نظريته في الموسوعة الفرنسية التي كتب فيها مادة جابر بن حيان: أقنعتنى الدراسة العميقة في كتب جابر ومقارنتها بالمؤلفات اللاتينية الموثوق بأنها أُلِّفت في القرن الثالث عشر بأن هذه المؤلفات اللاتينية المنسوبة إلى جابر منحولة، وإذن أريد أن أقول: إن مُؤَلِّفين لاتين في نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر هم الذين ألفوا هذه الكتب، وربما يرجع بعضها إلى مؤلفين من القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ففكروا في أنه من الأفضل لهم أن ينسبوا هذه المؤلفات إلى اسم طنان كان يعتبر حجة في زمانهم، هو جابر!!
ويُكمل فيقول: وتأييدًا لقولي السابق نجد الموسوعة الإسلامية - وهى من عمل جملة من المستشرقين ألفت بعد بيرتليو بأكثر من نصف قرن تقريبا - قد نهجت نهجه وضربت ببحوث ثقات العلماء عرض الحائط وقالت - إمعانا في إنكار فضل العرب -: "نسبت الأقوال المأثورة الأورويبة اكتشافات مهمة في الكيمياء لجابر بن حيان وخاصة الماء الملكي وحامض الكبريتيك وحامض الأزوتيك ونترات الفضة، غير أن أيًّا من هذه الاكتشافات لم تذكر في الكتب التي تحمل اسم جابر، ولم تظهر إلا في الكتب اللاتينية المكتوبة في أواخر القرن الثالث عشر، أي كتاب s.perfectionis والكتب الملحقة به والتي تحمل اسم جابر، وإذن فالتقدير الكبير الذي نظرت به العصور المسيحية للكيمياء العربية ليس مبنيا على أسس محددة يمكن الركون والرجوع إليها..!!
وهذا إذن بيت القصيد.
فالمسيو بيرتلو ومناصروه لم يحاولوا أن يحددوا لنا تاريخاً معيناً أو كاتباً بذاته ألف هذه الأعمال، فهو لا يعرف، وعلى حد قوله: ربما يكون مؤلفاً لاتينياً أو عدة مؤلفين في أيٍّ من القرون الثالث عشر أو الرابع عشر أو الخامس عشر!!
وأنهم جميعاً نسبوا كتاباتهم لجابر بن حيان الحجة العربي الثبت!! أشيء مثل هذا يمكن أن يقع في عالم الفكر؟! فافتراض بيرتليو بأن هناك عدة مؤلفين في عصور مختلفة يصنفون كتباً، ويتعبون قرائحهم وفكرهم بإخراجها، ويتعبون أيديهم وأجسامهم بنسخه، ثم ينحلونها لغيرهم - إما موجوداً أو معدوماً - هو ضرب من الجهل يصعب تصديقه!!
أما ادعاء أن إنكار نظرية تحويل المعادن إلى ذهب لم يحدث إلا في القرن الثاني عشر - كما يقول بيرتلو - فأمر مرفوض من أساسه؛ لأن ابن سينا في القرن العاشر رفضها وأنكرها إنكاراً ثابتاً وواضحا.
ومحاولة إنكار نسبة كتاب "الخالص" لجابر نظراً لعدم وجود نسخة عربية منه، فهو أمر ليس من الضروري التسليم به، فهناك كتب كثيرة من كتب القدماء فُقدت ولم تحفظ في بعض الأحيان غير ترجماتها بلغات غير لغاتها الأصلية، فنجد مثلاً أن كتباً يونانية مهمة مثل: "رسالة الأصجار لأرسطو"، أو "التعليقات على الأوبئة" لجالينوس قد فُقِدَت أصولها ولم تبقَ إلا ترجمتُها العربية.
وكان كتاب "المناظر" لابن الهيثم أيضاً غير معروف إلا في ترجمته اللاتينية حتى عصر قريب جداً حين وُجِدَت نسخةٌ منه منذ سنوات قليلة، وهذا الكتاب الخالص يرجع تاريخ أقدم مخطوطة لاتينية له بالتحقيق إلى سنة 1300م، وهي موجودة الآن في المكتبة الأهلية بباريس، وهذا الكتاب لا شك عمل مبتكر ليس له مثيل وليس مجرد جمع من مؤلفات الآخرين.
والحقيقة الثابتة أنه ليس من مؤرخ واحد كبر أو صغر في الشرق أو الغرب يستطيع أن يدلنا على اسم واحد من الكتاب الأوروبيين في القرن الثالث عشر والرابع عشر، بل والخامس عشر أيضاً، كتب بحثاً علمياً مبتكراً في أي موضوع علمي، بمن فيهم أعظم الأسماء التي ظهرت في تلك الفترة، مثل: ألبرت الكبير، وروجر بيكون، وأرنولد الضيلانوفي، وغيرهم الكثير الذين اقتصروا على النقل والتوليف لا الابتكار، والذين اعترفوا - بنُبْلٍ وتواضع - بجابر أستاذاً لأساتذتهم.
ولعل محاولات نسبة الكتاب من قبل بعض المشوهين إلى غير جابر ترجع إلى ما احتوى عليه هذا الكتاب من اكتشافات سباقة في الكيمياء مثل اكتشاف الأحماض والماء الملكي، حيث إنه بدون هذه الأعمال ينتفي فضل العرب المسلمين الكيماوي وإنجازاتهم الرائعة في هذا الميدان.
والترجمة اللاتينية لكتاب (الخالص) الموجودة تحت عنوان الكتب الملحقة به يؤكد الأستاذ سارتون أنها مستقاة من أصول عربية بدليل وجود جمل لاتينية غريبة يستطيع أي مستعرب (أي إفرنجي دارس للعربية) أن يكتشف لتوه أنها ترجمات لمصطلحات عربية.
وفي النهاية ورغم كل هذه المحاولات المضللة التي تسعى لتغييب الدور الإسلامي عن واقع الحياة العلمية فإن أوروبا ستظل في حاجة إلى كيمياء العرب المسلمين ومجهوداتهم في هذا المضمار، والدليل على ذلك أن أوروبا لم تعرف صناعة ملح النشادر إلا عن طريق مصر في العصر الحديث. | |
|
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: تعليق بعض المنصفين من الغربيين الخميس أغسطس 20, 2009 1:37 am | |
| تعليق بعض المنصفين من الغربيين
على الرغم من الهجمة الوحشية التي يشنها كثير ممن لا يروق لهم تقدم المسلمين في أي مجال، إلا أن عدداً من المنصفين في الغرب لا زالوا يذكرون الحقائق ويؤكدون على أستاذية العرب والمسلمين في مجال الكيمياء.
يقول الأستاذ ستابلتون: "ينبغي لنا أن نقر للرازي بأنه أحد النابهين في البحث عن المعرفة ممن جادت بهم الدنيا في كل زمان ومكان، فهو ليس نسيج عصره وزمانه فقط، وإنما لا نظير له في كل العصور التالية حتى بدأ فجر العلم الحديث يبزغ في أوروبا مع جاليليو وروبرت بويل.." (14).
أما الأستاذ بيرتليو الذي حاول تغييب إنجازات جابر بن حيان في الكيمياء ونسبتها إلى مؤلفين مجهولين لاتينيين هو نفسه الذي قال: إن اسم جابر بن حيان ينزل في تاريخ الكيمياء منزلة اسم أرسطو في تاريخ المنطق (15).
أما جوستاف لوبون فقد أنصف المسلمين عندما قال: إن البحوث التي أجراها رينو وفافييه والتي سبقهما إليها كاسيري وأندريه وفياردو، قد أثبتت بوضوح أن البارود ذا القوة الدافعة باعتباره مادة متفجرة تعمل على دفع القذائف اختراع عربي أصيل لم يشارك العرب فيه أحد، لقد عرف العرب كيف يخترعون ويستعملون القوة الناشئة عن البارود، وهم - باختصار - الذين اخترعوا الأسلحة النارية (16).
وقد قال لوبون (G. Lebon): "تتألف من كتب جابر موسوعة علمية تحتوي على خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره، وقد اشتملت كتبه على بيان مركبات كيميائية كانت مجهولة قبله" (17).
ويقول ول ديورانت: "يكاد المسلمون يكونون هم الذين ابتدعوا الكيمياء بوصفها علما من العلوم؛ ذلك أن المسلمين أدخلوا الملاحظة الدقيقة والتجارب العلمية، والعناية برصد نتائجها في الميدان الذي اقتصر فيه اليونان - على ما نعلم - على الخبرة الصناعية والفروض الغامضة" (18). من أعلام الكيميائيين المسلمين المعاصرين
استكمالا للمسيرة وإتماما للعطاء، فلم يزل في المسلمين إلى الآن - رغم بعدهم عن ركب الحضارة بسبب ما يحاك ضدهم - علماء أفذاذ، بهروا العالم المعاصر بعلومهم واكتشافاتهم التي غيرت - وما زالت تغير - مجرى التاريخ، فكان منهم: | |
|
| |
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: رد: الكيمياء " معلومات قيمة جدا" الخميس أغسطس 20, 2009 1:40 am | |
| | |
|
| |
سُميه كيميائى مجتهد جدا
المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 24/07/2008
| موضوع: رد: الكيمياء " معلومات قيمة جدا" الخميس أغسطس 27, 2009 4:34 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعلنا خير خلف لخير سلف
جزاكم الله خيرا | |
|
| |
| الكيمياء " معلومات قيمة جدا" | |
|