ملحوظة: أنا كتبت الموضوع ده أكتر من مرة وكل ما أدوس على (أرسل مساهمتك)النت يفصل تماما، ربنا يستر المرة دى.
الملخص:هذه المدينة يعذب فيها كل انسان نفسه بطريقة مختلفة، ولكن المفاجأة أن هشام وجد زوجته كريمة فيها وهى تنتظر الجزار الذى سيقطع لسانها.
4: ( ظهر رجل طويل الشعر يبدو عليه البأس الشديد وقوة الملامح، وهو يمسك بيده سيفا عريض السلاح، فصرخت ةكريمة: لقد أتى....لقد أتى..، وانفجرت فى البكاء وهى تصفع خديها.
ونظر الى هذا الرجل وقال فى اصرار: أذهب من هنا...ان وقتك لم يحن بعد.
صرخت: لن أذهب الا وكريمة معى.
ورفع الرجل يديه بسرعة فى الهواء ناحيتى فوجدت نفسى طرت بعيدا بسرعة حتى غبت عنهما تماما.، ثم ظهر من بعيد صديقى محسن وخطا نحوى فى ثبات ثم قال: هل اعتبرت؟
- ماذا تقصد؟
- لابد أن تأخذ عبرة مما رأيته ومما سوف تراه اذا لم تخرج بسرعة من هنا.
- أريد انقاذ كريمة...
- سوف تجدها فى المنزل...لا تقلق.
- لقد رأيتها بعينى...، ولكن لماذا استدعيتنى هنا أصلا؟ وكيف تكلمنى وأنت ....ميت؟
- لا يهم أن تفهم.....ولكن المهم أن تعرف أن وجودى ووجودك هنا له أسبابه، لقد أخطأنا كثيرا ....لقد كنا أصدقاء سوء لبعضنا البعض، ألا تتذكر؟
وسرح فكرى بعيدا وأخذت أتذكر وأغمضت عينى........، ثم مرت حياتى كالفيلم أمام عينى....وشعرت أننى ليس لى قيمة.
- الآن فقط تذكرت؟....اسمع.. روحك معلقة بما فعلته واذا لم تصلح نفسك فان مكانك محجوز هنا.
- أين نحن؟.....وما هذا المكان؟
- قلت لك ليس المهم أن تفهم، والآن يجب أن تخرج، وظهرت من وراءه بوابة مماثلة للتى دخلت منها سابقا، فتقدمت نحوها وفتحتها وخرجت وشعرت أن روحى تنسحب منى، وارتميت على الأرض فى حالة من الذهول، وسمعت صوتا يقول:
- لقد أتيت الى المكان الخطأ يا بنى.
ورفعت رأسى فوجدت الشيخ الكبير ولم أقدر على الرد، فقال:
- انها أرض ملعونة....ولا يعبرها أحد أو يقترب منها الا وانكوى بما رآه، كما أن الله رحمك لأنك لم تر الا أقل القليل.
وقفت وكلى اصرار: أريد فهم كل شىء.
- ألا تعرف قوم عاد وقوم لوط وقوم نوح وما حدث لفرعون؟...، انهم كانوا مثلهم قوم سوء يعيشون هنا منذ آلاف السنين، وعندما حلت عليهم لعنة وغضب الله أهلكهم بذنوبهم، ولم يشعر بهم أحد ليدفنهم ولكنهم تحللوا وعندما شربت الأرض دمائهم أصبحت ملعونة الى يوم يقوم الحساب، فلا زرع فيها ولا ماء ولا خير ولا مطرومنذ ذلك اليوم وكل الأرواح المعذبة تطوف وتروح وتجىء حول هذا المكان.
- كيف هذا ؟ ....أليس المعذبون والمنعمون فى قبورهم؟!
- نعم، كلهم فى القبور ولكن الذى رأيته كان استحضارا روحيا لما حدث لهم، فأحيانا نرى أحداثا فظيعة حدثت فى مكان ما منذ سنين طويلة وهى ليست موجودة الآن ولكن روحنا تستحضرها، انظر حولك....انك فى نفس النقطة التى دخلت منها.
- قل لى لماذا يتعذبون هكذا.....
- انك لم تر الا قلة منهم، فالرجل الذى كان يشوى وجهه بالماء المغلى قد فعلها من قبل مع رجل شهد شهادة حق ضده، أما الثعابين فهى أصلا نساء قاموا بتأليف قصة بغيضة لتشويه امرأة عفيفة، والشخص الذى كان يحاول قتل نفسه كان يفعلها دائما بشتى الطرق وفى كل مرة الناس ينقذونه، ولكنه نجح أخيرا فى حرق نفسه.
- وزوجتى لماذا تتعذب هنا وهى مازالت حية؟
- لم تفهمنى يا بنى....انها ليست مقابر ملعونة ، ولكن روحك استحضرت كل من يمكن أن يكن فى وضع هؤلاء القوم، حاول اصلاح نفسك واصلاح زوجتك، فهى تخوض فى سير الناس بالباطل وكلما طال لسانها فان هذا الرجل يرجع ليقطعه فروحها ايضا معلقة فى هذا المكان ، والآن ارجع لها فى البيت فهى فى حالة سيئة).
وبعدما مشى هشام عدة خطوات وجد سيارته وسط الضباب والتفت للشيخ وقال:
- لم تقل لى من أنت.
- أنا حارس هذا المكان.
بلع هشام ريقه بصعوبة وقال: أقصد.....انسان أم....
- لا تتدخل فيما لا يعنيك يا بنى، وحاول أن تعتبر مما رأيته وتصلح نفسك.
وجرى بسرعة بالسيارة فقد وجد أنوار العمران ظهرت بعيدا وترك الشيخ وهو يضع لافتة تقول
أرض ملعونة....لاتقترب).
(تمت)