الملخص: لا يوجد سبيل لخروج هشام من هذا الطريق المهجور غير أن يعبر من بوابة الموتى، وعندما دخل المدينة بالفعل وجد رجلا يقف معطيا ظهره لهشام وعندما استدار اليه وجد نصف وجهه محترقا ويتصاعد منه الدخان.
3:( عندما رأيت هذا المنظر وجدت قدماى لا تقو على حمل جسدى.....كأن ملك الموت أتى ليقبض روحى، وشعرت بهذا الاحساس الغريب الذى يشعر به الانسان عندما يعتقد أنه تقمص دور أحد أبطال فيلم من أفلام الرعب التى يشاهدها، ثم انحنى الرجل ليجلب المزيد من الماء الساخن مرة أخرى ليصب على نفسه ويحترق وجهه أكثر....، عجبا.... لم أجد ماء ساخنا جدا الى درجة أن يشعر الانسان بسخونته من على هذا البعد، وفكرت فى الاقتراب منه ولكنى تذكرت ما قاله لى الرجل الطاعن فى السن وتردد بشدة فى ذهنى ألا أقف فى مكان واحد فترة طويلة.
ثم مشيت فى خط مستقيم وشعرت بالهدوء الذى يسبق العاصفة قبل أن يظهر على يسارى كهف صغير أو جحر كبير ...وفجأة....وجدت فتحته اتسعت جدا وخرجت منها ثعابين فاتحة فمها بقوة وفى وضع هجوم، ياللهول..... ان منظرها مرعب جدا ... كيف يعيش أهل هذه المدينة فى وجودهم حتى لو كان أهل هذه البلدة نفسهم من الأشباح كما قال الرجل الكبير، كل هذه الأفكار دارت فى ذهنى عندما لم أشعر بساقاى وهما تجريان فى سرعة ،حتى أننى من المفاجأة لم تسمع أذناى صراخى الرهيب.....، لقد غطى صوت خوفى على صوت صراخى، وجريت حتى تعبت وبينما كنت أحاول ثنى ركبتى لأجلس على الأرض تذكرت كلام الرجل الغامض وهو يحذرنى من ذلك، وأخذت أنفاسى المتلاحقة تهدأ.......ومشيت فى خط مستقيم وأنا أنظر خلفى لأتأكد أننى بعدت عن الثعابين.
ووقفت من الرعب عندما رأيت شيئا بشعا، لقد رأيت رجلا يوجد حوله جميع أنواع الأشياء التى تقتل ، فغير الأسلحة توجد جنازير وبنزين وسكاكين بمختلف أنواعها، وشعرت بالخطر الشديد ولكن هذه المرة لم تقو قدماى على الجرى، ومد الرجل يده نحو أحد المسدسات التى أمامه ورفعها، وقلت فى نفسى: يبدو أن هذه هى النهاية....، واستيقنتها فى أعماقى وأغمضت عينى ولم أفكر فى شىء غير هذا. ولكننى سمعت صوت الرصاص ولم أشعر بشىء، وفتحت عينى لأجد الرجل قد وجه الرصاصة نحو رأسه واخترقتها ولم يقع... ولم يمت!!!
واتسعت عيناى بالدهشة وأنا أجده يمسك كل ما أمامه ويحاول قتل نفسه ولا يموت فى كل مرة، ولكنه فى النهاية وجدته يأخذ البنزين الذى خنق صدرى من رائحته من على بعد، وأدركت ما ينوى فعله وهنا أفاقت قدماى وجريت، وسمعت صرخات شديدة خرقت أذناى واستدرت خلفى فوجدته يموت من النار التى أشعلها فى نفسه، وملأ صدرى اليأس..... ما هذا المكان البشع المملوء بالوحوش والمجانين؟....
هل أحلم أم أرى ذلك حقيقة؟....أين الرجل المخبول ؟.....لماذا تركنى وحدى للموت؟......،وصرخت: أين أنت ؟....أين أنت؟، ومشيت فى خط مستقيم وقدماى متثاقلة الخطى حتى سمعت صوتا مألوفا: انه سيأتى الآن....انه سيأتى الآن.
ومشيت ناحية الصوت غير مصدقا أن هذا الصوت هنا، فوجدتها هى....انها فعلا زوجتى كريمة، لقد وجدتها تجلس على الأرض فاردة رجليها وتنظر لأسفل وتنتحب وتدق رأسها بشدة وتصرخ: انه سيأتى الآن....انه سيأتى الآن.
فصرخت: كريمة.... ما الذى أتى بك الى هنا؟.....ومن سيأتى الآن؟
نظرت لى فى حزن وقالت: الجزار الذى سوف يقطع لسانى!!!)
(البقية المرة القادمة)