الملخص:اتصل شخص ما بهشام هاتفيا فى ساعة متأخرة وقام بتنويمه مغناطيسيا، وأقنعه أنه محسن صديقه الذى مات منذ عشرة أعوام، واتفق معه على مقابلته فى مكان ما،وعندما نفذ هشام ما طلبه منه وجد نفسه فى صحراء لا أول لها ولا آخر، وأدى به الطريق الى رجل حذره من الدخول الى (بوابة الموتى).
2: صرخت كريمة بشدة فى الصوت الذى كان يحدثها فى الهاتف وهى تقول:
- أنت كاذب ...... محسن صديق زوجى مات منذ عشرة أعوام.
فقال الصوت بتحدى : تذكرى كيف مات....
- لا شأن لك بهذا.... سوف أتصل بالبوليس كى يضع حدا لهذه المهزلة.
- وأغلقت الخط فى وجهه بشدة، وسألت نفسها :ترى أين ذهب هشام الآن؟...ان الساعة اقتربت من الرابعة صباحا.. ثم سمعت صوت الهاتف للمرة الألف فجريت نحوه فرفعت السماعة ثم أغلقتها بسرعة ثم اتصلت بنمرة الشرطة :
-أرجوك ساعدنى ...هناك شخص متخلف عقليا يدعى أنه صديق زوجى وأنه خطفه الى مدينة (بوابة الموتى).
- انه صادق يا سيدتى!!
- ماذا؟!!
وانطلقت ضحكة مجلجلة من الطرف الآخر ثم قال فى سخرية:
- لا تقنعى نفسك أنك سوف تخيفينى بالبوليس أنهم مجرد بشر....
قالت فى رعب : أنا اتصلت بنمرة البوليس...!
قال فى بساطة: اتصلى بأى نمرة وسوف أرد أنا.
وأغلقت الخط فى وجهه، وهنا ارتفعت أصوات الأنفاس المتلاحقة بصوت عال ومرعب، ونظرت حولها فى كل مكان فى هيستيريا وجنون وهى تمسك برأسها كأنها ستطير وصرخت: لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا.
ويكمل هشام ما حدث له:
(أمسكت برأسى لكى أحاول ترتيب تفكيرى وأستعيد توازنى..، من المؤكد أن الذى تكلم معى فى الهاتف شخص ساذج يريد التسلية، ماهذا المكان؟...وما مصلحة هذا الشخص فى أن يجعلنى أحضر هنا؟، واقترب منى الشيخ الكبير وهو يقول فى حزم: أخرج..، فخرجت فورا من السيارة وأنا متأكد أننى فى خطر لا محالة...وقال فى شدة:
- ألم أقل لك ألا تستمر فى هذا الطريق؟
- نعم .... ولكننى ظننت أنى سوف أجد من يساعدنى هنا...
- سوف ترى وتسمع ما لا يجعلك تستطيع العيش فى سلام بعد الآن......، وأقترب من أذنى فى صوت كله ثقة وهو يجسم لى الكلمات: سوف تطاردك الكوابيس.....سوف تنسى أصوات وأنفاس من ستسمعهم هنا....طوال عمرك... هذا اذا خرجت من هنا سالما!!!
قلت فى شجاعة: ان لى زوجة أريد الرجوع اليها بسرعة،انها مريضة ويجب أن أكن بجانبها......لماذا تريد أن تعذبنى؟..لماذا تريد أن تخيفنى الى هذه الدرجة؟
- مسكين يا بنى ....أنت لا تصدق الا ظواهر الأمور،انها ليست مريضة كما تتصور.... انها تسمع أصوات الموتى.
- ها قد عدنا الى هذا الحديث السخيف..
- اسكت لا وقت لهذا الكلام....أنت مضطر الآن للدخول من هذه البوابة لكى تعود لبيتك...سوف لا أدخل معك ولكن أسمع أوامرى جيدا ولا تحيد عنها:
أولا: لا تجلس على الأرض أبدا مهما بلغ بك الاعياء.
ثانيا:لا تأخذ شيئا من أحد ولا تعطى شيئا لأحد.
ثالثا:لا تطيل وجودك فى مكان واحد وسر فى خط مستقيم.
فنظرت اليه فى دهشة متعجبا لهذه النصائح الكثيرة.....فأى نوع من البشر سأقابله؟!!!!
وتوجهت الى السيارة فقال:لا ...لا تأخذها ستجدها على الجانب الآخر....انك فى نفس النقطة الآن.
- ماذا ؟...أى نقطة هذه؟
صرخ بشدة: أدخل...
وفتحت البوابة الصغيرة.....يااااااااااااه انها باردة.....بل فى منتهى البرودة!!، ودخلت وأنا أنظر...انها شوارع عادية للغاية ولكنها قديمة الى حد ما كأنها من عصر قديم ولكن ليس قديما جدا، ثم وجدت شخصا يقف بالقرب من شجرة وكان ظهره ناحيتى ورأسه موجها الى الأرض كأنه ينظر الى شىء ما على الأرض ، فقلت له دون أن أذهب اليه:
ما هذا المكان يا رجل ؟
فاستدار تجاهى بوجهه البشع...... ان وجهه نصفه كان متآكلا ومحترقا ويتصاعد منه الدخان!!!
( البقية المرة القادمة)