(لا أعرف كيف أتيت الى هنا أصلا.....وكيف يتصل بى صديقى محسن فى هذه الساعة المتأخرة لكى أقابله فى فيلاته الجديدة التى بناها بعيدا عن العمران لكى يحيا فى هدوء... وكيف أوافقه على مقابلته أصلا.....اننى فى منتهى الغباء كيف أترك زوجتى وحدها ليلا وهى دائمة الشكوى لى بأن منزلنا تسمع فيه أصوات أنفاس غريبة لأشخاص غير موجودين....ان حالتها بسبب ذلك سيئة للغاية...).
وأخذت أؤنب نفسى على تركى لها وهى فى هذه الحالة وعلى خروجى فى هذه الساعة الى مكان بعيدا عن العمران .....لقد تهت ولا أعلم حتى كيف أرجع.....، ان صوت محسن وهو يكلمنى فى التليفون كان أكثر خشونة من المعتاد وكان به سحرا كأنه يقوم بتنويمى مغناطيسيا ....والآن لقد أفقت على هذا المكان....والجو ازداد برودة...ولا توجد شبكات محمول لكى أتصل بمن ينجدنى....ولا حتى محطة بنزين قريبة ....لقد اقترب البنزين أن ينتهى...وأوقفت السيارة وأنا أفكر فى هذه الصحراء وكيف سأخرج منها.....وفجأة...
وجدت رجلا يعبر أمام السيارة بملابس مهلهلة وشعر كبير جدا ومنتشر فى الهواء فى كل مكان ونظر لى وهو مبتسم ابتسامة سخرية.....ومشى بجوار السيارة حتى وقف عند نهايتها...وهو مازال ينظر نحوى...وعندما نزلت من السيارة كى أتكلم معه لعله يعرف طريق للخروج من هذه الصحراء الشاسعة.....وبمجرد أن أدرت رأسى لكى أغلق الباب وجدته اختفى....،وياللعجب ...فى هذا المكان لا يوجد أى مكان يمكن أن يختفى أحد وراءه...ونظرت فى كل مكان فلم أجده....
واقتربت من المكان الذى كان يقف فيه بجسد مرتعش....فوجدت حفرة فى المكان الذى كان يقف فيه بالضبط وكانت ساخنة..!!!!، ورجعت للسيارة وأنا أحاول أن أخرج الأفكار السيئة من رأسى.....فلعله سرابا....أو خوفى من المكان صور لى أشيائا غير موجودة....، وعندما نظرت أمامى بعدما رجعت للسيارة...وجدت أنوارا كثيرة...الحمد لله انها مدينة....من المؤكد أننى سوف أجد من يساعدنى على الرجوع....وأدرت السيارة وسرت بها قليلا حتى وجدت كوخا صغيرا على اليمين، فنزلت لعلى أجد من يقول لى عن اسم المكان الذى أنا فيه على الأقل....وقبل أن أطرق الباب وجدته يفتح وظهر أمامى رجلا طاعنا فى السن.....من الوهلة الأولى تتوقع أنه قد دفن قبل هذا كثيرا ولكنه كان يهرب فى كل مرة...
- السلام عليكم...
- وعليكم السلام...
- لقد تهت فى الصحراء وأرجو أن تساع....
فقاطعنى: لماذا جئت الى هنا يابنى؟ لا حول ولا قوة الا بالله....، ونظر الى الأرض بحزن.
- هذا شىء يطول شرحه الآن...ولكن أريد حتى أن أعرف ما هذه المدينة ؟وما اسمها؟
- انها بوابة الموتى!!!
فنظرت الى السماء فى نفاذ صبر وقلت فى نفسى:لعله مجنونا...
- يا سيدى أرجوك ساعدنى ...وقل لى أين أنا..
- انتظر معى يا بنى ...ان هذا الطريق لا يسلم منه انسان...
فتركته وركبت السيارة وجريت بها مسرعا، فوجدته يصرخ خلفى:
انتظر ...انتظر...سوف تندم...
وقبل أن أصل الى المدينة بخطوات وجدته واقفا فى طريق السيارة فى ثبات...، عجبا...
لقد تركته خلفى منذ لحظات....ونظرت فى عينيه طويلا وشعرت أنى سافرت الى مكان بعييييييييد.....بعيييييد....، وجاءنى خاطر مرعب جعلنى أرتعد ....وتذكرت شيئا رهيبا ...ان صديقى محسن الذى طلب مقابلتى فى فيلاته التى بناها فى هذا المكان.... لا يمكن أن يكون هنا أو فى أى مكان ....
لقد مات محسن منذ أكثر من عشرة أعوام!!!!!!!
الإثنين نوفمبر 17, 2008 12:01 pm
