سُميه كيميائى مجتهد جدا
المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 24/07/2008
| موضوع: اختلال ميزان الأولويات في الأمة الأحد نوفمبر 09, 2008 5:51 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم من نظر إلى حياتا في جوانبها المختلفة - مادية كانت أو معنوية، فكرية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو غيرها - وجد ميزان الأولويات فيها مختلاً كل الاختلال. نجد في كل أقطارنا العربية والإسلامية مفارقات عجيبة: ما يتعلق بالفن والترفيه مُقدَّم أبداً على ما يتعلق بالعلم والتعليم. وفي الأنشطة الشبابية: نجد الاهتمام برياضة الأبدان مُقدَّماً على الاهتمام برياضة العقول، وكأن معنى رعاية الشباب: رعاية الجانب الجسماني فيهم لا غير، فهل الإنسان بجسمه أو بعقله ونفسه؟ كنا نحفظ قديماً من قصيدة أبى الفتح البستي الشهيرة:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطــلب الربح مما فيه خسـران؟ أقبل على النفس، واستكمل فضائلها فأنت بالنفس - لا بالجسم - إنسان!
وقبله حفظنا عن زهير بن أبي سلمة في معلقته:
لسان الفتى نصف، ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم!
ولكننا نرى اليوم: أن الإنسان بلحمه وعضلاته قبل كل شيء. وفي الصيف الماضي (سنة 1993) لم يكن لمصر كلها حديث، إلا عن اللاعب الذي ( يُعرَض ) للبيع، وارتفع سعره في سوق المساومة بين الأندية حتى بلغ نحو ثلاثة أرباع المليون من الجنيهات! وليتهم اهتموا بكل أنوع الرياضة، وخصوصاً التي ينتفع بها جماهير الناس في حياتهم اليومية، إنما اهتموا برياضة المنافسات، وبخاصة كرة القدم ، التي يلعب فيها عدة أفراد، وسائر الناس متفرجون!! إن نجوم المجتمع، وألمع الأسماء فيه، ليسوا هم العلماء ولا الأدباء، ولا أهل الفكر أو الدعوة ، بل هم الذين يسمونهم ( الفنانين والفنانات ) ولاعبو الكرة ، وأمثالهم . الصحف والمجلات، والتليفزيونات والإذاعات، لا حديث لها إلا عن هؤلاء وأعمالهم ( وبطولاتهم ) ومغامراتهم وأخبارهم مهما تكن تافهة، أما غيرهم فهم في ظل الظل، بل في أودية الصمت والنسيان. يموت الفنان، فترجّ الأرض لموته، وتمتلئ أنهار الصحف بالحديث عنه. ويموت العالم أو الأديب أو الأستاذ الكبير ، فلا يكاد يحس به أحد! وفي الجانب المالي : تُرصد المبالغ الهائلة ، والأموال الطائلة للرياضة والفن ورعاية الإعلام وحماية أمن الحاكم، الذي يسمونه زوراً ( أمن الدولة ) ولا يستطيع أحد أن يعارض أو يحاسب: لِمَ هذا كله؟ في حين تشكو الجوانب التعليمية والصحية والدينية والخدمات الأساسية، من التقتير عليها، وادعاء العجز والتقشف إذا طلبت بعض ما تريد لتطوير نفسها، ومواكبة عصرها، فالأمر كما قيل: تقتير هنا، وإسراف هناك! على نحو ما قاله ابن المقفع قديماً: ما رأيت إسرافاً إلا وبجانبه حق مضيع! | |
|
أبو أنس_الشافعي نائب المدير
المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 05/10/2007 العمر : 37
| موضوع: رد: اختلال ميزان الأولويات في الأمة الأحد نوفمبر 09, 2008 7:37 pm | |
| اللهم فرج عنا الكرب
وأغفر لنا تقصيرنا
وجزاكم الله خيرا | |
|