عندما يحل الظلام....تبدأ الغربة...والوحشة....ينطفئ نور العين...لانرى شيئا،ونحاول مد أيدينا فى الظلام لنجد الونيس أو الصاحب فلا نجده....وتتحول الجبال الى عمالقة مخيفة...لاتتحرك ولا نعرف أين وقت هجومها....ونسترق السمع لنسمع أى أصوات أليفة....فلا نسمع غير الفحيح وزمجرة الريح وصوت الشجر يزيدنا غربة.
عندما يحل الظلام....نتذكر الأصدقاء والأحباب الذين ذهبوا....ونتخيلهم بجانبنا دون أن نغمض عيوننا....،نحاول أن نرى أى لون غير لون الظلام فلا نجد...
ويزداد الليل ظلمة....ويزداد الجو برودة...وتقشعر أبداننا أكثر كلما استيقنا أن النور لن يعود....
ولا نرى فى أعيننا غير خيالات الوحوش فى البرية...والهدوء ينذر بهجوم أحدهم...نحاول تحسس ما حولنا فلا نجد الا الظلام و المجهول...ويدركنا شعور يتملك منا أننا ضائعين وتائهين...وكلما اعتادت عيوننا الظلام فانها تنسى النور... وتسقط قلوبنا خوفا من تأخر الفجر...
وتضيع أحلامنا بالنجاه...فلا أعين ترى غير الوهم والخيالات...ولا أيدى تلمس غير قلف الأشجار الخشن...ولا آذان تسمع غير صوت الفحيح...ولا قلب يشعر الا بالضياع...
ولكن...
ولكن روحك تظل هناك....تحيط بنا وبآلامنا ......
ولكن يظل دوما الأمل موجود طالما أنت موجود......
فلا من يسمع أنيننا سواك...
ولا من يطيب جروحنا الاك....
فحتى اذا تأخر النور ...وحتى اذا زاد الظلام....وحتى اذا علا صوت الأنين....
فلابد أنك هناك تسمعنا وترانا وترعانا وتؤوينا .....
فلا تتركنا فى الظلام والضياع...
ولا تهملنا الى الوحوش وعمالقة الليل....
فانه عندما يحل ....لا يبقى الا انت....