مرحبا بكم فى منتديات الكيمياء الحيوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بكم فى منتديات الكيمياء الحيوية

قسم :الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة القاهرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على).

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فاطمة على
كيميائى مجتهد جدا
كيميائى مجتهد جدا



المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على). Empty
مُساهمةموضوع: هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على).   هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على). Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 08, 2008 11:46 am

هذه قصة من خيالى ولكنها تتكرر ألف مرة...انه شاب عاش حياته فى الذنوب، دعونا نسمعه وهو يتكلم عن حياته:
(عشت عمرى فى بحر من الذنوب ، فلم أدع مجالا للذنوب الا وطرقت بابه..لم أدع صديقا سوءا أبدا وكنت على العكس مع أى صديق يريد اصلاحى...لم أدع بنتا الا وخضت فى سمعتها بالكلام الكاذب....لم تترك أصابعى السجائر...ظلمت...ضربت... خنت....، ولكن كان هناك شعاعا للأمل....كانت تريد أن تقترب منى وتصلحنى.. هدى ابنة الجيران..كانت تحبنى كثيرا... عزتها وكبريائها منعوها من النطق بذلك... لكن كل شئ كان واضحا فى عينيها وتصرفاتها...وكنت أتعجب من هذا جدا، انها متدينة.. محترمة... لا تترك فرضا الا وأدته.. تغض بصرها بشدة حتى قال عليها الناس انها معقدة، كيف وهى بهذه الصفات وبعيدة كل البعد عنى تحبنى.... لا أعرف..، وكانت هذه المسكينة مادة لحديثى مع الأصدقاء، كم من مرة تحتدثت عنها بالباطل والكذب...كم من مرة أختلقت الأكاذيب عليها من أصدقاء السوء، على الرغم من أن عينيها كانت تخرج منها نظرات حب طاهر لا ينتظر ميعادا أو لقاءا كفتيات كثيرات.. كانت صافية من داخلها ولا تنتظرنى.. كانت متعززة بنفسها وعفتها.. وتدعو الله أن يهدينى بينى وبين نفسها دون أن تخوض معى فى حديث....وعلى الرغم من ذلك لقد جنيت عليها... فبعض الناس صدقوا ما أقوله عنها.. والبعض الآخر لم يصدقونى لأننى مشهور بالسمعة السيئة والضياع... كيف هذه البنت تفكر فى أصلا من وجهة نظرهم؟
ألم يكفنى تيار الذنوب والمعاصى المتدفق فى حياتى؟....ألم يكفنى الرجل العجوز الذى توسل الى عندما سرقت منه المال الذى يريد أن يزوج به بناته وأنا تحت تأثير المخدر ولا أسمع أو أفهم شيئا.....ألم يكفنى صراخى فى أبى الطاعن فى السن وتأففى من أمى المريضة...... وامتلأ قلبى بالظلمة حتى شعرت أحيانا أنه مات وأنه سوف لايعود.....
ونمت مرة من المرات وأنا أسمع صوت الفجر خارج البيت... ورأيت حلما:-
كنت أمشى على أشواك كثيرة فى أرض متشققة وتفوح منها رائحة الدم... كنت أسمع أصواتا لبشر يتألمون بشدة.. فصراخهم وحده يجعلك تذوب من الرعب.. وأنا أمشى فى نفس الطريق.. ورأيت أذرعا كثيرة ملطخة بالسواد تشدنى بقوة لأسفل.... أسفل الأشواك.... وفى مفترق الطريق وجدت شخصا يشبهنى تماما يبكى بشدة... صوت أنينه يدل أنه مذلول صاغر...ضعيف... ووجهه أسود قتيم...
وقابلنى شيخا كبيرا نظر الى فى تحد وقوة وسألنى:
هل أتاك حديث الغاشية؟
ارتبكت وقلت : نعم.
- وماذا كان رد فعلك..؟ هل أعددت لها شيئا؟....
أطرقت رأسى فى الأرض وقلت بصوت واهن: لا..
وانفجرت لحظتها فى آذناى أصوات الأنين من كل مكان.. ضعيفة...ذليلة... مرعبة...
فقال لى الشيخ:أمشى فى هذا الطريق..(وأشار الى طريق ليس به شوكا.. الوحيد الذى ليس به شوكا) ارجع الى ربك.. انه ينتظر عباده التائبين... لعله يغفر لك يرحمك ويرحم هذا المسكين (وأشار الى الشخص الذى يشبهنى المتألم).
وصحوت فجأة وأنا مذهول... مذهول من أصوات الأنين التى مازالت فى أذنى... مذهول من منظر الشخص الذى يشبهنى....ولم أعرف ساعتها ماذا أفعل، وسمعت صوت شيخ الجامع الذى أمام بيتنا وهو يقول:سمع الله لمن حمده...،أنهم مازالوا فى صلاة الفجر..
ونزلت للمسجد وأنا لا أعرف كيف أتوضأ..ورأيت شابا يتوضأ على الحوض فقلدت ما كان يفعل..ودخلنا فى الصلاة...أول صلاة فى حياتى كلها..ولا أحد يتصور ماذا كان شعورى لحظتها..لقد شعرت أن الحياة تدب فى قلبى من جديد....شعرت أن شيئا باردا يوضع عليه ليخفف ما به من حريق وحرارة... وذابت أحزانى وذبت معها...
وعندما انتهيت من الصلاة.. اقتربت من شيخ الجامع وقلت له:
ماذا أفعل؟
انه يعرفنى ويعرف فضائحى لأنه جارنا، فقال: ان الله على ما يشاء قدير...
وتعلمت منه كيف أتوضأ والحكمة من كل حركة فى الصلاة وتركنى..فقلت: لماذا تتركنى؟
قال: دورى وقف عند هذا الحد...هناك كلاما كثيرا يجب أن تفضفض به لربك...
وجلست وحدى فى بيت الله...لا أعرف كيف أبدأ كلامى ولكن دموعى هى التى بدأت الحديث.. وتركتها تنزل وكلما نزلت تزداد شدة...وازداد صوتى تهدجا.... وسجدت وأنا متحسر على ما فاتنى وقلت: سامحنى....ليس لى سواك...
وأصبح حب الله منهجا لحياتى بعد ذلك..وشعرت أن قلبى يفيق تدريجيا..وأنا أفيق معه، وتركت ما كنت أتعاطاه على الرغم من أن ذلك كان عسيرا الا أنه الله أعاننى على التحمل، وكلما اتصل بى صديق من أصدقاء السوء تذكرت لحظة التوبة..لحظة العذاب .. صوت الأنين...، وتركت كل ذلك وراء ظهرى... وأشرق النهار على حياتى...
واشتغلت بأحدى الشركات الكبرى..وكانت حياتى عملى وربى... ولكن سمعت يوما خبرا أحزننى للغاية... لقد تمت خطبة هدى... وقلت الحمد لله عسى أن يسعدها هذا الشخص ويسامحنى ربى على ما قلته فى حقها وفى حق بنات أخريات...
وتذكرت عيناها وهى تتكلم صامتة...كم أشتاق اليها..كم أتمنى دقيقة واحدة أقول لها فيها سامحينى...عسى هذه الأوجاع تطهرنى وتطهر قلبى.....
أنا الآن فى الستين من عمرى... عشت عمرى بين المرضى والمتألمين داعيا الله أن يساعدنى أن أخفف عنهم.. وبنيت مسجدا عسى أن تقربنى كل سجدة فيه لعبد مؤمن من الله، وأصبحت غنيا وزادت البركة فى مالى وحياتى...فسوف لا يصدقنى أحدا اذا قلت أننى أشعر بوجود الملائكة بجانبى وأنا أقرأ القرآن...،وذات يوما وأنا أمر على المرضى فى المستشفى التى بنيتها... وجدتها...نعم انها هى... هدى..ولكنها تجلس على كرسى بعجل...وراقبتها من بعيد وسألت الأطباء عنها،فقالوا أنها تعانى من أحد الأمراض الخبيثة..انها تمشى على رجلها ولكن هذه هى الطريقة لحركتها بعدما زاد وزنها...، وانهار قلبى لحظتها..أين البنت التى كانت ابتسامتها وحيويتها تملأ الدنيا سعادة، وقالوا لى أيضا أنها يمكن علاجها بالخارج ولكنها لا تملك المال لذلك، وشعرت أنها اللحظة المناسبة كى أكفر عن ذنوبى فى سمعتها، وشعرت أن الباقى من عمرى قليلا.. وبادرت بانهاء اجراءات سفرها تحت مسمى رجل يريد أن يساعد الناس لوجه الله، وكان معها شابا يشبهها.. يبدو أنه ولدها...،وجاءت لحظة الموت...وتذكرت ساعتها اللحظة التى خرجت فيها من الجامع يوم التوبة وجلست تحت أرجل أمى وأبى أستسمحهم وأقول لهم:سامحونى وتذكرت اللحظة التى دخلت فيها على الرجل الذى سرقت ماله وأرجعت اليه ماله الذى أراد أن يزوج به بناته...وتذكرت لحظة التوبة..ونطقت الشهادة).
كانت فى نفس اللحظة هدى فى حجرة العمليات فى احدى المستشفيات بالخارج.. وابنها ينتظرها ويدعو الله... فجاءه جوابا يخص أمه فخاف أن يكون شيئا هاما وعاجلا ففتحه بالنياية عنها...وقرأ:
(لقد بنيت مسجدا وكتبت أرضه باسمك... أرجو أن تقبلى هديتى هذه...وأن تسامحينى.
فسوف أذهب للذى سوف يكفر عنى ذنوبى باسمك انت وكل من ظلمتهم..وربنا يشفكى ويعافيكى....)#
وبعد هذه القصة أحب أن أسأل القارئ هل اتاك حديث الغاشية؟ وماذا أعددت لها؟
(تمت)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو أنس_الشافعي
نائب المدير
نائب المدير
أبو أنس_الشافعي


المساهمات : 325
تاريخ التسجيل : 05/10/2007
العمر : 37

هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على). Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على).   هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على). Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 08, 2008 10:05 pm

جزاكم الله خيرا
قصة جميلة وفى انتظار المزيد
إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سُميه
كيميائى مجتهد جدا
كيميائى مجتهد جدا
سُميه


المساهمات : 170
تاريخ التسجيل : 24/07/2008

هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على). Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على).   هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على). Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 17, 2008 11:11 pm

لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل أتاك حديث الغاشية(بقلم:فاطمة على).
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مرحبا بكم فى منتديات الكيمياء الحيوية :: الفئة الأولى :: بعيدا عن الكيمياء :: القسم العام-
انتقل الى: